و أنا عندي حلم

مروان عياش | سوريا 

استفاقت سنبلة القمح
قبل الحصاد.. مبتورة الساق
منجل الموت لا يرحم
عتمة الصومعة تخنقها
عميق هذا الخندق.
تئن لذاكَ السهل.. ذاك الحُلم الأخضر
مكدسة سنابل صفراء.. من كل البلاد
جثث تيبست ،
تبخرت عيونها.. كانت أنهاراً
كلها موسومة برقم ..
تُزرعُ السنابل جميعاً في قبر
وتعرض أحلامها للذكرى
في عيد القبح …
**
تتكئ المَدرسةُ على كتف طفل
ما زال يحلم
يحفر اسمه على عَجل
فوق المقعد
أسماء تتزاحم خشبَ الراحلة
أسماءٌ من حرف واحد
تعشق بعضها
كلها راحلة …
°°°°
ينزل الضرير
يَصعدُ عكازتَه
يحاول ممارسة الحياة
عصاة شقّت بصرَه إلى حلمين
و صديق ساكت يتلمس وجهه
في اليوم ألف مرة
يخاف ألا يشعر فجأة بالموت
يمررُ أصابعه فوق سجنه
يتلمس أحجاره
يحكي له كل ليلة قصةً..
عن أحجار العائلة في المقبرة .
°°°°
يهرب الحلم ليلاً
يُسْلمُ نفسَه للإعدام كل صباح ..
لا يموت فوق المشنقة
ولا في البحر
يتحدى كل شيء
إلا الجوع ..
هو لا يشعر بالذنب
إلا في عيون بائسة …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى