مطرزات

 

فتحي مهذب | تونس

إلى المعلم الكبير الأديب محمود الرجبي اعترافا بالجميل

الرعد

بصوت أجش

ينادي البستاني.

///

صندوق البريد

مليء بالعدم

يا لحظي العاثر!.

///

بورتريه

العجوز وظلها

يملآن صحن العين.

///

بابا نويل

أرجوك لا تزرنا

الوطن مشنوق في الأسفل.

///

على رصيف مهجور

ترقد دامعة العينين

ورقة صفراء.

///

سريرك جاهز

من حقك أن تستريحي قليلا

أيتها الغيمة.

///

لمن تعزفين

في هذا الجو القارص

أيتها الذبابة الطنانة؟.

///

مناصفة

يتقاسمان الغنيمة

الليل والنهار.

///

طويلا أمام المدفأة

كما لو أنها يائسة من العالم

قطتي الأرملة.

///

قصيد هايكو

معلقة في السماء

قوس قزح.

///

مقلوبة على ظهرها

في انتظار ضربة حظ

سلحفاة.

///

ورقة صفراء

تحاول الصعود إلى الشجرة

لا تتأخري يا ريح.

///

يا للشجرة

النعش مليء

برائحة الغابة.

///

الأرض تدور

ستسقط أخيرا

أمام بيت الموريسكي.

///

السماء مغمى عليها

الغيمات ممرضات يتدافعن

إلى حجرتها.

///

داخل السجن

قمر متهم بالتجسس

على أسرار اللصوص.

///

مثل شطائر البيتزا

الواحد تلو الآخر

على مائدة الأرض.

///

ورقة تسقط

على بندقية المحارب

فراشة مذعورة.

///

إوزة الجارة

تنادي سربا من اللقالق

المهاجرة.

///

على ظهر الأحدب

يكشف القمر

صخرة مكورة

///

بخشوع تام

يردد الكناري

ترانيم الكاهنة.

///

وجهك

قناع لوجه

غير مرئي.

///

قريبا ميلاد المسيح

يا للخسارة دوري متجمد

على عمود التليغراف.

///

تحت سقف المطر

الريح تداعب

ضفدعا نافقا.

///

جنازة

القس والمطر

يقدمان التعازي.

///

يلتهم الفراغ

مثل أخطبوط جائع

المتسول.

///

زفاف جماعي

أوركسترا (بوم الدوق الكبير)

في الغابة.

///

سمكة نافقة

تتدفق الأمواج سريعا

لصلاة الجنازة.

///

عاصفة

لمبة عمود الإنارة

تتدلى مثل نهد.

///

ضوء القمر

أعلى الشجرة غصن مكسور

ذيل القرد.

///

ضوء القمر

يضفي على كلبي السلوقي

ميسم ذئب.

///

القمر كما هو

بينما المدينة

في محاق تام.

///

كلب ينبح

ليس ثمة لص

قمر يدنو من البيت.

///

داخل السجن

بطلاقة تغني

عصافير الدوري.

///

بعد الخروج من السجن

يعثر على جثة الحرية

في جيبه.

///

دموع تجربتي القاسية

قطرات المطر.

///

لا أزهار –

العدم يملأ

روح المزهرية.

///

في الحجر الصحي

عنكبوت

وراء الخزانة.

///

الذي سقط مغشيا عليه

ليس عصفورا

بل ورقة.

///

هذا الخريف

تختفي جارتي المسنة

وراء السحاب.

///

يا للعاصفة!

الأوراق تتدافع

وراء جنازة البستاني.

///

بين أصابع العجوز

تلفظ أنفاسها

زهرة الياسمين.

///

صرير مفاصل الأشجار

 رفقا أيتها العاصفة

بعظام الأسلاف.

///

شذاك النادر

يكفي ليراك الأعمى

يا زهرة الياسمين.

///

منتصف الليل

قمر شاحب الوجه

يطرق باب الصيدلية.

///

عيدن القصب

بدلا من كل الأغصان المقطوعة

ينتحب الناي.

///

على شجرة اللوز

يترك الشتاء معطفه

وديعة للسنة المقبلة.

///

مثلنا

حين تظل موصدة طويلا

تموت الأبواب.

///

وراء الغيوم

تختفي الشمس هاربة

من وباء كورونا.

///

رفقا يا مطر

مثقلة بأحجار كريمة

أغصان الزيتون.

///

على كم قميصه

فراشة تحتضر

الأرمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى