النقد قطعة فنية توازي الأدب إبهاراً (2)
إيغار كنيفاتي | سوريا
إن النقد الأدبي فنٌ، يخضع لكل قوانين الفن ومنها ما هو مستمد من علم النفس ومنها ما هو مستمد من علم الجمال. كما أنه يُعنى بمنابع الأسلوب من فكر وعاطفة وخيال ونحو ذلك مما لايتعلق بالشكل.
فعندما تأخذني قطعة فنية تبدأ عيني بالنقد ،أنقد كل ما فيها بتفحص وإمعان، أبحث عن جمال الأخطاء فيها.
عُرف النقد ببضع عبارات، ثم بدأ يأخذ شكلاً منهجياً.
بدأ النقد يتصل اتصالاً كبيراً بجملة علوم وفنون، فهو من ناحية متصل بالإبداع أوالخلق أوالإنشاء و من ناحية متصل بأسس وقواعد منهجية محددة.
إنه اختيار الشيء وتمييز جيده من رديئه يقال: نَقد الطائر الفخ، أي تفحصه.
فإن أصل كلمة نقد من نقد الدراهم لمعرفة جيّدها من رديئها و لهذا فإن النقد للتمييز بين الأنواع الأدبية بغية تطوير الأدب من الجانبين المضموني والفني والسعي لخلق لون التفاعل الفكري والفني بين الأديب والمتلقي، وعلى الأكيد تحليل النصوص وقد أصبح علماً قائماً بذاته وعليه أن يتخذ نهجاً واضحاً على قواعد جزئية أو عامة مُؤيّداً بقوة ملكة الإبداع بعد ملكة التمييز .
فالناقد الأدبي هو الخبير الذي يخلط النصوص الأدبية فيميز ماهو قبيح وما هو جميل ،و يدخل في أعماق النص بخبرته ويحلل بعمق دراسته، وكلما زادت خبرة الناقد كان حكمه أكثر دقة وصواباً، و لابد أن يكون الناقد خالص النية في هذا العمل و أن يتجرد من هواه وهذا بالطبع لايعني التجرد من ذاتيته.
كما أننا ندين للناقد بالفضل لأنه يجعلنا نرى شيئاً في العمل الأدبي لم نره من قبل ؛فيقودنا إلى العمل و يتركنا نتذوق بكامل مشاعرنا الخاصة و على حد ذكائنا وقدرتنا, إنه كالبوصلة التي تُشير إلى جوهر العمل، بخبرته الحياتيّة وثقافته الواسعة ليكون النقد أكثر عقلانية.
وقد نلاحظ أن هناك عداء بين الناقد والأديب المبدع، فالناقد عادة يميل إلى مهاجمة الإبتكار الذي يدعو إليه الأديب لأن الأديب متحرر من القيود، ولهذا ينجح الأديب في نقد زميله؛ لأن كليهما يملك روحاً متحررة من قيود المنهجية النقدية. و لكن إلى أي مدى يكون ذلك ناجعاً!