طفلة

د. أحمد جمعة | مصر 

 

طفلة،

هو كل ما حلمت به؛

لذلك حملت معولي وخرجت للعالم

كبرت سريعا

وقعت في الحب دون أن أنتبه

(أواقفا كنت أم على رقبتي)

المهم أن قلبي أخذني مكبّلا بالرغبة

لزيجة أبدية.

 

طفلة،

أخرج كل صباح مبتسما

لألبي حاجياتها

-بينما سكاكين تنخر في عظامي-

وحين أعود في المساء

ترمم ما أتلفه العالم من ملامحي

بابتسامتها،

تكنس عن روحي وسخ الضمائر

بقبلة على خدي،

تتوجني ب (بابا).

 

طفلة،

تعيد بناء الأمل الذي هدمه الواقع،

تجلس ممسكة بعمري كيلا يتهاوى

حين يُعمل اليأس فيه معوله،

تقود دفّة أيامي

لشاطئ بعيد في غابات الضحك،

تأخذني من ملامحي

لابتسامة بكر كنت قد نسيتها

عند طفولتي،

تلملم أنفاسي وتوصلها بجمالها

كلّما قطعها الجري

وراء لقمة العيش.

 

طفلة،

أغطيها بيدي الراجفتين هاتين

في ليالي الشتاء

وأنزع عنها مخاوفها،

ألفها بذراعي هاتين حتى يختنق الخوف

في صدري،

أربت بيدها على قلبي،

وأمشي إلى الله بقدميها البريئتين.

 

طفلة،

هو كل ما حلمت به مُذ رأيت زوجتي؛

لأهديها كل ما اختزنته في ظهري

من ضحكات مؤجلة

دفعة واحدة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى