امرأةٌ كانتْ عتمةْ

د. سمير شحادة | فلسطين

 

أغلقَ بابَ العتمةِ عليهْ

لم يترُكْهُ موارِباَ كعادَتهْ

أسدلَ الستائرَ

أطفأ النورَ

جلسَ وحدهُ يتلمس العتمة بعينيهْ

يناجيها

العتمةُ امرأةٌ تلبسُ ثوبَ السوادِ

 والوجعْ

تخبِّيءُ أحلامها وأوهامها في منديلٍ مطرزْ

تجلسُ على حافة سريرِها كلَّ ليلةْ

تفكُّ عُقَدُهُ كلَّ ليلةْ

ولمَّا تصلُ العقدةَ الأخيرةَ

تخافُ

 تتراجعُ

وتعقدَ المنديلَ من جديدْ

وتحدق فيه برغبةٍ زائدةْ

عطرٌ يملأ الغرفةْ

وخيوطُ نورٍ تتسللُ منْ شقوقِ النوافذِ

والستائرْ

منديلٌ ملقىً على السريرِ

وبقايا حُلُمٍ مطرزٍ

وضوءْ

يتمدَّدُ على السريرِ وينامُ

يحْلُمُ بامرأة.

كانتْ عتمةْ

وصارتْ خيطاً من نورْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى