يوم المعلم 14-12

ماجد الدجاني | فلسطين

 

كالطود في وجه الرياح رأيته صد العدو وقد أتى متهجما

عقد اللواء له لأسمى ساحة ربّ الألى وإلى الجهاد تقدما

ومضى الى خوض الغمار بهمة لا يبتغي الا التفاني مغنما

عبست خطوب في الدروب فما ونى وبرغم أهوال الطريق تبسما

صدقت عزيمته ووفى عهده عهدا مع الوطن المقدس أبرما

ودق يهل فترتوي أرض النهى فتطل أزهار تناغي برعما

لله درك غيث مزن غامر يروي العقول الظامئات متى همى

(قم للمعلم وفّه) قد قالها شوقي وفي وصف بليغ قد سما

كاد المعلم أن يكون بفعله (حقا) نبيا لا أبالغ ملهما

فمضى بأجيال لجنات العلى ويعيش من ضنك الحياة جهنما

خجلا أراه رغم ما أودى به قانون خدمتكم فأضحى خادما

تلك الرواتب واسمعوها من فمي عند الحقيقة لا تساوي درهما

وحقيقة التسكين في درجاته جلبت له قصم الظهور مع العمى

جيل من الرواد من قانونكم بعد السنين الحافلات تيتما

بل كاد رغم عقيدة في نفسه يوما على المجهود أن يتندما

شهد الفضيلة والوفاء أذاقنا وأذقتموه في النهاية علقما

حتى رأى التعليم أسوأ مهنة في الكون أن الخوض فيها مغرما

عرقا أسال لري حقل عقولنا ولكم أسال على المحاسيم الدما

العلم نور قالها بفؤاده وأضاء مثل الشمع ليلا مظلما

ومشى على درب العنا متحديا جند الحواجز والصخور وأقدما

بعض تحلل من مبادئه لكي يحيا وظل أخي المعلم محرما

جند ومجهولون يا طوبى لهم يحمون من أيدي الأبالسة الحمى

عملوا على تجهيلنا وتآمروا (وأكيد كيدا) قالها رب السما

وأصر هذا الشعب رغم عنائه أن يخزي الأعداء أن يتعلما

زرع ويعجب شطؤه زراعه ويغيظ أعداء رأيته قد نما

لا بد يوما أن تضيع جهود من بالشعب نكل في الزمان وأجرما

العلم نبراس الشعوب ونورها والجهل أضحى في الحياة محرّما

ومنزل القرآن قال بآيه (اقرأ) وبالقلم المدوّن أقسما

وتفكروا في الكون قال لخلقه لتعمروه قبل أن يتهدما

يا أنبياء العلم يا رسل الهدى هيا أبدعوا بالعلم جيلا قادما

فالله كرم بالعقول عباده وعلى بني الدنيا بذلك انعما

لنرى صروح الوعي تعلو للعلا وتطال بالفكر المنير الأنجما

فالعلم كنز والمعارف لؤلؤ والمرء يغدو دون ذلك معدما

أنتم شعاع النور في فجر النهى أيقظتموا بالعلم قوما نوما

ردوا إلى نحر العدو سهامه صدوا احتلالا فوق أرضي جاثما

طوبى لمن زرع البذار بكفه ليرى على أرض السلام مواسما

حق علينا أن نشد على يد حملت لواء نهى وان تتكرما

سر يا معلم شامخا برسالة إني أراك لما نريد مترجما

جاوز بنا بحر الجهالة إنه بحر عظيم الموج آه تلاطما

واصبر على ظلم العشيرة يا أخي لولا انحناء السرو ما يوما سما

لولا عطاؤك ما كتبت قصيدة لولاك ما جمع الأوائل كرما

يكفيك فخرا أن يقول رسولنا إني بعثت مبشرا ومعلما

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى