كأنّي …
د. ريم سليمان الخش | فرنسا
بحثتُ بهم جميعا لم أجدني!!
كأنّي محــــضُ أوهـــــامٍ بظنِّ
أضاعوني ..تناسوني كأنّ لم
تلوّحْ صوبهم آثار حسني!
بحثت عن المخارج من خرابٍ
يطوّقني جحيما دون إذني!
تفحّم منه قلب الحزن حتى
تقمصّني الهلاك من التمنّي!
فلا درب الطوارئ مستطاعٌ
ولا الرجعى إلى ذاتي وأمني!
بحثت بهم جميعا ويكأنّي
خيالات وقد غارت بحزني!!
يُلازمني صقيعٌ بربريّ
ك أوتادٍ تــــدقّ العظــــــمَ مني
وتتركني بأوجاعي مسجى
مسيحا مرّ من طعنٍ لطعن
ليرمقني الحواريون ليلا
على التلفاز مصلوبا (بغبن!)
دقائقَ قد تخللها سعارٌ :
يهوذا في الحقيقة لم يخنّي!
دقائقَ لم يروّعها عذابي
ولاصوت احتضاري الضجَّ يُدني!
كأنّي ماصرخت بهم فأدمى
عويلي جوف حنجرتي وأذني!
وحيدا في طواحيني وجوعي
أأهمل من تشفٍّ أم تجنّي؟!
أم المسعور من يسعى لرزق
بديني ثمّ يتركني بطغنِ؟!
أقيم كما الطريدة دون أمنٍ
ومن غزوٍ إلى هدمٍ فسجنِ
يقول لي المشعوذ (ياصديقي)
تجمّل (…) إنّك المصلوب عني!
تحمّل بؤسنا أنت المفدى
وأنت رسولنا من دون منِّ!
سيدفئ ليلك الثلجيّ صوتي
ويطرب خيمة الأحزان فني!
لقد حصدوا المغانم واستراحوا
وخلوني بمعمعتي ووهني
بحثت بهم جميعا لم أجدني
كأنـــي ظــــنّ أخـــــيلةٍ كأنّـــي
