مَا كَانَ إفكَا يُفتَرَى

 

د. عز الدّين أبو ميزر | فلسطين

مِن أينَ نَبدَأُ وَ الطّرِيقُ طَوِيلُ

وَالعُمرُ يَمضِي وَالزّمَانُ عَجُولُ

وًتُرَى بِهِ الأيّامُ  فِي سَبَقِ الرُّؤَى

وَ كَأنّهُنَّ  فَوَارِسٌ وَ خُيُولُ

وَتَمُرّ مِثلَ البَرقِ  مُسرِعَةَ الخُطَا

مَا  إنْ  بَدَا صُبحٌ غَشَاهُ  أُفُولُ

واللهُ  خَارَ  لَنَا مُحَمّدَ  سَيّدَا

وَبِنَهجِهِ  يَتَحَقَّقُ  المَأمُولُ

ونَكُونُ خَيرَ  العَالَمِينَ وَسَادَةَ

فَإذَا بِنَا فِي  العَالَمِينَ ذُيُولُ

لَمّا  جَعَلنَا اللهَ  خَلفَ ظُهُورِنَا

وَ بِنَا تَسَيّدَ خَائِنٌ وَ عَمِيلُ

وَإذَا  بِهَا  جَزَرَ السّبَاعِ لُحُومُنَا

وَجَمِيعُنَا لِلطّامِعِينَ  غُلُولُ

وَقُلُوبُنَا شَتّى نُقَاتِلُ بَعضَنَا

وَالكُلّ مِنّا قَاتِلٌ وَ قَتِيلُ

وَأشَدّ كُفرَا فِي  الخِصَامِ لِبَعضِنَا

وَالوُدُّ لِلأعدَاءِ وَالتّدلِيلُ

فِي غَيرِ دَائِرَةِ الوُجُودِ وُجُودُنَا

حَتّى  كَأنّ وُجُودَنَا مَنحُولُ

مَنْ نَحنُ قُلْ لِي مَنْ نَكُونُ كَأنّنَا

اسْمٌ  عَلَى هَذَا  الوُجُودِ دَخِيلُ

وَالبَعضُ فِي قَفَصِ اتّهَامِ  نِضَالِهِ

يُرغِي وَ يُزبِدُ  تَارَةَ  وَ يَصُولُ

مِن  دُونِهِ الأبْوَابُ  أُحكِمَ  غَلقُهَا

وَتَرَسّفَت مِن  فَوقِهِنّ قُفُولُ

وَيصَيحُ  مِن ألَمِ  وَيَلعَقُ جُرحَهُ

وَالصّوتُ يَخفُتُ وَاللّعَابُ يَسِيلُ

لَا مَن  يُصِيخُ السّمعَ  نَحوَ  نِدَائِهُ 

أوْ مَن   يُبَادِرُ  نَصرَهُ   وَيَدُولُ

فَالنّاسُ تَجرِي خَلفَ لُقمَةِ عَيشِهَا

كُلّ  بِهَمِّ عِيَالِهِ مَشغُولُ

قَد  سَيّدُوا هُبَلَا بِغَفلَةِ عُمرِهِم

وًنَسَاهُ حَتّى اليَومَ  عُزرَائِيلُ

نَجرِي عَلَى أمَلِ تَزَايَلَ رَسمُهُ

قَد خَابَ فِي أمثَالِهِ التّخِييلُ

حَتّى  كَأنّ غَدَا تَبَاعَدَ فِي المَدَى

رَصَدٌ   عَلَيهِ وَ سِرّهُ  مَجْهُولُ

فَمَتَى سَنَصحُو مِنْ عَمِيقِ رُقَادِنَا

وَبِنَا  يُصَادِق قَوْلَهُ التّنزِيلُ

وَنَكُونُ خَيرَ العَالَمِينَ كَمَا  قَضَى

رَبّي وَ جَاءَ  بِوَحيِهِ  جِبرِيلُ

مَا  كَانَ  إفكَا  يُفتَرَى مِن دُونِهِ

أوْ مِنهُ  يَدنُو الحَرفُ وَالتّحوِيلُ

سُبحَانَ مَن يَجرِي الزّمَانُ بِأمرِهِ

وَلَهُ يَعُودُ الرَّيْثُ وَ التّعجِيلُ

وَلَهُ مَقَالِيدُ الأُمُورِ جَمِيعُهَا

وَعَلَى الوَفَاءِ بِمَا قَضَاهُ كَفِيلُ

سُنَنٌ لَهُ فِي الخَلقِ لَا حِوَلٌ لَهَا

مُذ  سَنّهَا رَبّي وَ لَا  تَبدِيلُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى