بغـــدادُ
مازن دويكات | فلسطين
يا موقظي من حلميَ الوردي
ليس الإفاقة في الهوى تجدي
///
سكرانُ والأقداحُ فوق فمي
ثملٌ وأجهل في الهوى قصدي
///
وأنا المجرّح والجراحُ عروبتي
وأنا المعذّبُ في الدنى وحدي
///
في الليلِ من في الليلِ يسمعني
فروايتي مُلّتْ من السردِ
///
المجدُ للسيفِ المجرّدِ دائماً
والسيفُ يصدأ داخل الغمدِ
///
متواعدون على مشارف جرحنا
مازلتُ في وطني على عهدي
///
متواعدون على ترابكِ قدسنا
متواعدون بساحةِ المهدِ
///
في حانةِ الأحزانِ أثملنا الشجى
وعيوننا جَمدتْ من البَردِ
///
حُنيتْ ظهورُ القاعدين وقوّستْ
وجلودنا دُميتْ من الجَلدِ
///
جلّادنا حكّامنا والحكمُ عاهرةٌ
بسوق العهرِ تستجدي
///
أو أحسن الحالِ تلمحهم كلاباً
ضالّةً في هيئةِ الأوسدِ
///
السلمُ ليس هديّةٍ تُهدى
على طبقٍ من الجلّادِ والقردِ
///
إن كان ذاك فقبّح اللهُ الذي
يُهدى إليّهِ وقُبّح المُهدي
///
وطني وهل نبتٌ بلا مطرٍ
وهل مطرٌ بلا برقٍ بلا رعدِ
///
وطني وهل سفنٌ بلا بحرٍ
وهل بحرٍ بلا جزرٍ بلا مدّ
///
وهل دول بلا شورى وهلْ
شورى بلا حلٍّ بلا عقْدِ
///
وطني وهل للأرضِ تحريرٌ بلا
جيشٍ وهل جيشٌ بلا حشدِ
///
وطني خيول الفتحِ عاجزةٌ
بلا زيدٍ بلا عمرٍ بلا سعدِ
///
بغدادُ يا حبي الجميل فليس في
هذا الهوى قبلي ولا بعدي
///
بغدادُ نخلةُ أُمَّتي فتجذري
في خافقي المجروحِ وامتدّي
///
بغدادُ عاشقةٌ وآية عشقها
لم تُخفِ يوماً عشقها الوردي
///
بغدادُ يا حريّة الزمن الذي
يبكي العبيدُ به على القيدِ
///
بغدادُ حائعةٌ أتأكلُ في
المجاعةِ حرّةُ الحرّاتِ بالنهدِ!
///
كلُّ العواصمِ للسقوط عواصمٌ
إلّا التي بقيتْ على العهدِ
///
قومي قيامتنا أما حان القيامُ
فإنّهُ أحلى من القعدِ!
//
قومي فقد بلغ الزُّبى سيلُ السياسةِ
واحتمى الأحرارُ بالعبدِ
///
فالأعور الدّجالُ يخطرُ بيننا
دهمَ العبادَ وباؤهُ المعدي
///
وتتناسل الياجوجُ والماجوجُ فينا
بعد أن نفذوا من السدِّ
//
وتحكّم الماموثُ والديوثُ في
عربٍ أعاربةٍ بلا عدِّ
///
قومي قيامتنا كفاكِ تأخراً
والآن عُدْ يا سيدي المهدي
///
فالشامُ واليمنُ السعيدُ مقابرٌ
والبغيُ كلُّ البغي في نجدِ
///
يا سيدي عرّجْ على وطني
فإن لقاءنا في ساحةِ اللُدِ