ليلة الميلاد
د. أحمد جمعة | مصر
فماذا بوسع مثلي أن يفعل،
مثلي الذي تفوح منه رائحة البارود
لا رائحة الورود،
وأنا أرتدي بزة حربية
لا بذلة على الطراز التركي
أقابل فيها حبيبتي،
أعتمر خوذة
لا قبعة لراعي بقر أمريكي،
وأنا هنا أجلس في خندق
لا في بيت للرب
أو بيت للحبيبة،
ماذا قد أفعل في ليلة كهذه
وهناك احتمال قوي
بأن أموت وحيدًا بعيدًا
إثر تفجير احتفالي من رعاة الرب
وهناك حبيبتي تغسل عمرها
بالدموع؟!
الزمن: شجرة ميلاد
المكان: قلب يحتضر
الإحساس: حجر في القلب.
الآن
في ليلة كهذه
عرفت جيدا ما قد أفعل؛
سأستبدل كلمات الوطن
التي في أناشيد البلاد
باسم حبيبتي
وأغني،
اسم حبيبتي الواقف في قلبي
ك شجرة
سأزينه بمصابيح “أحبّكِ”،
سأعطي لبندقيتي اسم صديق قديم
وللخندق اسم أول مكان قابلت فيه حبيبتي
ولخوذتي اسم قس الكنيسة
ولبزتي الحربية
اسم مسيح الحب،
وأقيم احتفالا جنائزيا
يليق بوحدتي
وبإله غاب عن الحياة.
فعفوًا أيتها البلاد الغارقة
في الدم؛
لأنني ألقيت البندقية
وحملت شجرة الميلاد
عائدًا لبيتي.
عفوًا أيتها الأم
البائعة للمناديل في عربة المترو
ولك أيضًا
أيها الأب الجار قدمك على الرصيف
ولكِ
أيتها الطفلة الباكية عند صندوق القمامة؛
لأنني ابتعت بكل نقودي
هدية الميلاد
لحبيبتي!