قراءات في عينيك
عز الدين السعد | اللجون – القدس – فلسطين
سُئلتُ عن ديني!
وديني دَيمة، روت الثرى
فحدّثت بمرامي..
رُوحي بها تعانق مأربي،
وَتفكّ من ليل طغى، انفاسي..
ليلٌ..،
يُبيح ما حرّم التاريخ
ويحرم للدنى،كلّ مباح..
فَجر يَدين بغيمتي
يَستلّ من دمي غضبا
يستلُّ لونَ وشاحي..
°°°°
سُئلتُ عن ديني ؟!
أيّ سؤال .. يُسأل؟!
حين يذبحُنا القرار
ونُشنق نهوي نموت
امام الفرار..
والتجار
والدولار…
°°°°
إنّي نذرتُ وِلادتي
وَقيامتي ويوم اندثار
دَربانِ خطّهما الجوى
ضَاقت بهما السّهول
والوديان والقفار..
صرفُ المذلّة عن رُبى ورد،
بشهادة،
ليسَ يردعُها انتظار…
وقراءةٌ في بحر عينيك،
من غير بوصلة
من غيرِ بَحار وناقلة
من غير عدة الإبحار..
°°°°
أُبحر في عينيك،
قِراءات..
ترتيلُ آيات ..أناشيدُ الحمام..
عيناكِ..جُرحان وقصة مولدِ،
ثَلْمٌ لميلادٍ تَناسى يومَه..
نزفٌ لصيحة صارخ..
تجوب المدينة والركام..
°°°°
روايةٌ بسطور عينيكِ
أقرأها
كأن الدّهرأضنَاها..والحنين
صُحُفا من عمري ..
مَبتورة..يحيطها.. ألم دفين..
بِهما سَوْرة خرساء
ما نطقت
ولا نثرت عِطر السنين..
لِلّه أيُّ محرابٍ هما
عيناكِ،
أيّ معبدٍ..هذا المكين؟؟!
قامت عليهِما سَهَرًا
حِراب، تستنزِف الوردَ
أنفاسا،
تُسائل في غياهب سجنها
شغفًا
عن آخر الصمت..وآخر اليوم الحزين..
عن انقطاعِ السيل..في متحجّرات
تَصمِت حتى النّزع..لا تنطق،
باسم مَلك السجانين
بل باسم ربّ العالمين..
صمتُك ..ضجَّ في كل الحديقة
فصراخه أعنف لو تدرين
من بوقِ اسرافيلَ
في يوم العظيمة
فصارَ متاخرا ..متاخرا جدا
الانفعالُ..والاشتباهُ
وكلُ الذي تبذلين..
°°°°
جَسَدي تناثر في أمواج
عَينَيك اغترابا ..
صوتي استحالَ.. تراجُعا لِصدى
يئنُّ في الطرق..
والنومُ صار مقيتا
مُرّا مثل الموت
أو القتل أو كَسرِ العُنق
ينتظر الأمطارَ.. تُسقيه
ضدّ طعنَات الغَسَق..
فاستَمِعي الى نداءِ عينيكِ الغريقِ
في كلّ المتحولات والقلق..
وأقيمي للسّوار المحيط بظل النوم
صلاةً او وسامًا للجبين ينزف منه الخبز
بلون العرق..
°°°°
كُوني ما تكوني ..مِن دمي
من أوتار صوتي
كوني هالًة..تاجا
يَشدُّ للعلى..حتى موت الرمق
كوني انتظاري للمسيحِ، منقذي
من تَفرُّدي، ذِئبا وحيدا
عُصفورا مكبلا..مبلولا حتى الغرق ..
كوني عيونا في انطفاء عيني
قنديلا يضيء،
يقرأ، يكتب يصور لي الدروب
انفعالاتِ العبق..
كوني أنا..، أنتِ،كوني الخليقة /
مِن وَرق..
كينونةُ الطّرقات .. والزمانِ الآتي،
في عينيكِ مخطوط بها،
انفجارات الشعاع العبثي
كتمرد في الآيات والكتب المقدَّسة
على التملّق والإلاق..
كوني ما شِئتِ ..
كوني قراءاتٌ في الزّمن الحاضرِ، والغابر
والآتي
قراءاتٌ سبقتْ زمانَ السَّبق
سبقت زمان السبق