الغيمة
مازن دويكات | فلسطين
(١)
الغيمةُ التي فوق رأسي
تسيرُ بأناقة ِ طيشها
طلبتْ مني أن أسير عكسَها
مشيتُ حتى وصلتُ يأسَها
الغيمةُ التي رفعتْ رأسَها
طلبتْ مني لمسَها
وحين رفعت يدي
أحرقتْ أصابعي شمسُها
الغيمة التي عقدت قرانها
على منسوب دمي
أحرقتْ فمي
بجمار همسِها
الغيمة أمطرت عشباً ووردا
ولم يتبق سوى خُمسها
تركته فوق الوسادة
وانسحبتْ ليلة عرسِها.
(٢)
الغيمة لبستْ قميصَ نومِها
وتمددتْ في سرير ِ يومِها
وقبلَ أن تطفئ نجمها
وتستكين في حرير حلمِها
طلبت من الفصولْ
أن تنكر وجودها
إذا سألتْ عنها أمها
ضحكَ الصيفٌ اللعينُ من وهمِها
وحكِّ رأسهُ الخريفُ عجبا
من ظلمِها
وقهقه الربيعُ من خفةِ دمِها
ولكنّ الشتاء الحزينْ
بكي واستبكى السماء بكاملِ غيمِها
حين أدرك: لم يعد للغيمة
سوى اسمها.