مبتاعها بيّاعها
د. ريم سليمان الخش | سوريا فرنسا
نفسٌ جموحٌ شاهقٌ إبداعها
ومحمحمٌ فوق النجوم يراعها
°°°
علْويةٌ تقفو سراج جلاله
وبه ومن آثاره إشعاعها
°°°
وتشربت ودق الجوى كغمامةٍ
صوفيّةٍ حفلت به أضلاعها
°°°
لتسحّ شعرا مثقلا بمزونه
ورعوده وقشيبه مطواعها
°°°
حُبست بداخل غادة مُضريّة
كرُمت وزان جنانها إيناعها
°°°
أنثى حَصانٌ لاتهزّ قلاعها
متعذرٌ لمريدها إخضاعها
°°°
إذْ لا تبيع لنزوة أخلاقها
كأس الهوى إمّا ارتوت خدّاعها
°°°
لاتشتكي قيد البديع أنوثةً
ذا شأنه ولمهجتي استيداعها!
°°°
فرسٌ طموحٌ للعلى صهواتها
متوثبٌ نحو السنا إبداعها
°°°
متوقدٌ بعزيمة إقدامها
أنْ لا يُقصرّ من قنوطٍ باعها
°°°
لكنّها انتسبت إلى (حوائها)
عبر العصور تأصلت أطباعها
°°°
في حجرة بالقلب يصرخ بابها
من بعد أن مسكت به أوجاعها!
°°°
فمخاضها أضحى مخاض حضارة
عبثيّة لايهتدي أتباعها
°°°
من بعد أن رحل الكرام عن الثرى
مانال قمحَ المرسلين صواعها
°°°
لا هدهدٌ يرنو إلى شباكها
مستطلعا أخبارَها سمّاعُها
°°°
أو عارفٌ بعلومه في طرفةٍ
نُقلت معالم صرحها ومتاعها
°°°
لامريمٌ أخرى تحصّنَ فرجها!
فمباركٌ دون الورى استزراعها
°°°
حتى خديجةُ لم تعد في هالةٍ
وكأنّ إعتام القلوب قناعها
°°°
نفسٌ إذا لم تلهها عن غيها
ضلت وعزّ من الهوى استرجاعها
°°°
هدرت سدى طاقاتها برذيلة
فتفحشت قيعانها ويفاعها
°°°
مللٌ تشيطنَ مطلقا شهواتها
ليتمّ في حمم اللظى إيقاعها
°°°
بتصيّد اللذات تمضي وقتها
شبقا تغوّل معْوِصٌ إشباعها
°°°
في نشوة كالسيل تجرف وعيها
ليكون في إذلالها استنقاعها
°°°
ضِعَةً تعرّت من جلالة طهرها
فإذا به : مبتاعها بيّاعها