سلطة النوع والصراع التاريخي
تأثير الماضي على الحاضر و المستقبل بصفة خاصة على الجنس البشري كتقسيم المراحل التي مرو بها أمر لا يخلو من الأهمية بنظري ،المراحل التي تنقسم إلى ثلاث فترات متفاوته ومتشابكة للسلطة بين الرجل و المرأة عبر التاريخ الإنساني ، تجد النقلة الجذرية للجنس واتصالها بالسياسة : المرحلة الأولى حسب الدلائل كانت المرأة تتجسد في آله الكون و عبادتها على أنها أصل الحياة و الأرض الخصبة ، المعطاء للحب والخير ، يأخذ منها دون سواها ، بتنوع الثقافات و الآلهة لتصور المرأة كعشتار و التثليث الأنثوي ( الات و العزم و المنى) و دور الرجل في خدمتها و التقرب إليها يقتات من سخائها ووجودها ، فالأخصاب يكون من قوة روحية كما الشعوب التي تعتقد بحبل المرأة عن طريق القمر و الشمس والريح وغيرها من قوة الطبيعة الذي يكون فيه الرجل دور مهمش ، حارس على راحة مولاته ، المرحلة الثانية كانت ردة فعل قوية للسلطة الأبوية لتأكيد ذاتية الرجل و استحداث الملكية للسيطرة و إخضاع المقومات الجسدية البيلوجية للحكم بالقوة و استحداث الفضيلة و العفة وربطها بالمرأة على انها نقيضها ، مربكة لويلات الحروب و النفس الشهوانية و إعتبار كل ماهو رطب مجوف وضعيف مرأة و كل قوي فاعل فاتح رجل ، وربط العلاقة الجسدية بين فعل و مفعول فيه لا علاقة متكاملة فطرية ، عملت الديانات على وسعها وتعددها لترسيخ الذكورية و قدرتها له ومنه ؛ كجعل الأنثى تهب نفسها لبيت الرب للتخفيف عن الرجل بعد المعارك وما يأتي بعدها من مردود سلطوي ومادي للكهنه ثم ما جاءات به الديانات الإبراهيمية التي ساهمت في تثبيت الإعتقاد البطريركي بحكاية الرجل الأول واعتبار المرأة جزء مملوك و الخطياء و العقاب كان من وراء الأنثى و بسببها فاصبحت مصدر للرذيلة و الشؤم ،و السماح بالتعدد لذكر الفرد وحده بإختلاف الأسم زوجة أولى ورابعة و سبية وملك يمين..فالكون خلق له و لأجله و المرأة خلقت لمتعته و ايناسه و سموه بالقوامه والدرجة العليا ، المرحلة الثالثة وهي المرحلة الحاضرة من قوة الحركة النسوية و الرغبة بإعادة مجدهن السابق و هلع الرجل من سلب سلطته وكيانه ، النزاع الحاصل بين الطرفي عبثي سقيم فالتسلسل و التطور الطبيعي للإنسان المفكر هو أن نصل لمبدأ التوازن و التساوي بأعمال الكفاءات و القدرات ، وليس بناء على النوع و إخضاعه للتقنين و إحتكار سلطة احد على اخر بالإستغلال و الإضطهاد .