سوالف حريم.. الكتّاب الكبار والصّغار

حلوة زحايكة | فلسطين

 

قرأت ذات يوم شهادة لكاتب مرموق من قريتي عن تجربته في الكتابة، ولفت انتباهي ما ذكره أنّ احدى الصّحف التي كانت تصدر في القدس قبل عام 1967 نشرت له وهو تلميذ في الصّف الثاني الاعداديّ، وعندما وصل الصّفّ الأوّل الثّانويّ في احدى مدارس المدينة، أراد توفير ثمن طابع البريد، فذهب لتسليم مقالته لمحرّر الصّحيفة باليد، وهناك لمّا رأوه فتى صغيرا، ضحكوا وأوعز أحدهم للفرّاشّ بأن يطرد ذلك الفتى من مقرّ الصّحيفة، فعاد يرسل لهم موضوعاته عبر البريد، لكنّهم لم يعودوا ينشرون له. وبعد عدّة شهور أرسل لهم الموضوعات نفسها تحمل اسمه واسم والده بدلا من اسم عائلته فنشروها على اعتبار أنّها لشخص آخر!

وبقي ينشر بهذه الطريقة لمدّة تزيد عن عشر سنوات. ولمّا اشتدّ عوده عاد ينشر باسمه الأوّل واسم عائلته، بناء على نصيحة من كاتب يكبره عمرا وخبرة.

لقد تذكّرت ما جرى مع كاتبنا المذكور، وأنا أرى ما ينشر على صفحات التّواصل الاجتماعيّ “الفيس بوك” حيث أنّ الأسماء المعروفة أدبيّا وصحفيّا لا يقرأون في غالبيّتهم للكتاب الشّباب، ولا يعيرونهم اهتماما، بغضّ النّظر عن قدراتهم ومدى ابداعاتهم، علما أنّ الابداع ليس حكرا على عمر معيّن، فعلى سبيل المثال فإنّ رواية “ساق البامبو” للأديب الكويتي سعيد السّنعوسي فازت بجائزة البوكر العربيّة قبل بضع سنوات، وصاحبها في حينه لم يتجاوز الثّلاثين من عمره. فلماذا لا يأخذ غالبيّة كتّابنا “الكبار” بأيدي المواهب الشّابّة، يوجّهونهم ويلتفتون انتباههم إلى السّلبيّات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى