بعثرة العدل

سمير الجندي | القدس العربية المحتلة

كيف لنا ان نحيا متشابهين؟ بطريقة تكفل نفسها بنفسها؟ فالقوة والملكية غير مولعة بالعدل.. فمن ذا الذي يستطيع ان يخلصنا من هذا الوباء الذي أطلقه الجحيم؟ فقليل من الرجال الذين يغلبون الإبداع على المال والقوة والقانون. ستصبح هذه الأرض لجيش هذا الوباء مقبرة كبيرة بقبور واسعة ضيقة. في هذه الأيام المظلمة يحتاج الناس إلى أنوار الإيمان لتضيء لهم الطريق، وإلى الآمال الحلوة كي تبلله بالندى. تقتحم كورونا حدودنا وتفتت منظوماتنا الدفاعية جميعها ولن تجدي “باتريوت”، “والقبة الحديدية” نفعا. وستصبح حدودنا مزعزعة وستتورم حياتنا الإبداعية وسيتغلغل السم المتشعب في الصدور، ولن تسلم منه حتى قوات التدخل السريع والبطيء… فتخيلوا نعيمنا بعيدا عن النشاط الفيروسي المبدع! فالرجال الذين يملكون زمام الأمر بأيديهم لن يغيروا الواقع كي لا يفقدوا مزايا القيادة.

وبهذا الجو الفكري الفردي. وهذه المظاهر السياسية الغريبة. لن ينجو أحد. وليس في ذاتها ضررا بالرغم من قوتها… ففي الواقع تحاول كل حكومات الأرض تقليل نتائج الوباء.. وتمرد السلطة الغربية على رومانسية الماضي لتصبح سلطة الشعب في مدن الأنوار هي التي تستهوي القضاء على أهل الإيمان… والمجتمعات لا تتحلى بأدنى قدر من الحرية؛ فالكراهية والعنصرية التي أصبحتا ظاهرتين ترسمان شرعية الأغنياء الذين لا يحترمون الرأي الآخر، ويستعملون القوة باسم الشرع؛ فهم من يملك القوانين السيادية والأموال السيادية ولا حياة إبداعية في ظل التدخل العام المطلق، فكل الآراء مفروضة على الجماهير بغض النظر عن لون دمائها.

فالدكتاتورية هي الممارسة الوحيدة التي لا تتغلب عليها إلا سلطة المصادرة حتى إشعار آخر؛ هي سلطة الشعوب المهانة بالوباء، لا شيء موزع بالعدل لا هنا ولا هناك، والإنسان مقيد بالاستبداد والتسلط، والآن مقيد بالوباء الذي وهبته إياه “الطبيعة” كما يدعون، فهو ليس حرا.

 فمن هو قدوتنا التي توفر لنا الإلهام لنعيد حريتنا؟ القدوة نفسها تدور بلا وعي، وليس في رأسها توجيها ذاتيا، ولا حول لها ولا قوة، وعندما تمرد “عباد الرحمان” على ذاتهم. وعملوا بإبداع الطغاة على فك شيفرة الشعب استطاعوا بدهاء بعثرة كل ما يمت إلى الكرامة والإرادة والعزيمة بصلة، وبعثروا الحكاية ونثروا رمادها في كل الاتجاهات مع حالات الطقس المتقلبة ومع الرياح شمالا وشرقا وغربا؛ فصعب علينا التركيز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى