صمتٌ …عتابٌ … وندم
د. جمال سلسع | فلسطين
يُفَرِّغُني الوقتُ من خطوةِ الشَّمسِ،
وما بينَ شمسي وبيني
فراشةُ ضوءٍ…
فمنْ سيقودُ رؤايَ إليها سوايَ
لأَحملَ في يَديَ السُّنبُلةْ؟؟!
وكيفَ سأَبحثُ عنْ دَمعَةِ الأرضِ،
والدَّمعُ بحرٌ يَدُقُّ المكانَ،
فَكيفَ أَرُدُّ الجوابَ؟؟!
فهلْ جفَّ فيَّ الصَّهيلُ؟؟!
أَم الدمعُ أَنسى الحِصانَ خطا البوصَلةْ؟؟!
يَصيحُ الحِصانُ،
فضوءُ الفَراشَةِ يَنبُتُ كالحُلمِ
في عتمَةِ المَنفى…
كيفَ سأُطلِقُهُ…
ما اشتريتُ دَمَ المَرحلَةْ؟؟!
أُقَلِّبُ دَفْتَرَ أَوجاعي
لا أَتَذَكَّرُ …
هل قامَ يَحرُسُ شُبَّاك صبحي
ضِياءُ القَمَرْ؟؟!
وما …ما همتْ
زَخَّةٌ للمَطَرْ!!
وما … ما تسرَّبَ صوتُ السَّحابِ،
وما… ما تَكَسَّرت الجُلجُلةْ!!
وكيفَ سيعرفُني الغَدُ؟؟!
كيفَ؟!
رَميتُ السَّحابَ!!
بكى البئرُ…
والبوحُ يمشي سؤالاً
تحرِقُهُ الأجوِبَةْ
وقهوةُ فنجاني يوشوشُها الاغتِرابُ،
ولا … لا تزالُ بِرشفةِ فنجاني
دَمعَةُ أَرضي…
يُضيءُ مَناديلِها وَجَعُ المعضِلةْ!!
وأَسأَلُ ذاتي….
لِماذا تَركتُ سنابلَ حقلي
تجوعُ؟؟!
ولم يومئْ الدربُ ضوءاً
واحساسُ قلبي يئنُّ
وينسى مواعيدَ قَمحٍ
فتقطُفُني المَهْزَلةْ!!
أَأَحتاجُ وقتاً ليولَدَ قَمحي؟؟!
دمي رعشةُ الخوفِ تَبْحَثُ عنْ ضوئِها
أَيُّ ضوءٍ سيعْشَقُ خوفَ الطريقِ؟؟!
سأَخشى على قمحي من طعنةِ المنفى!!
أَخشى على الوقتِ منْ نَدَمٍ
ستُلاحِقُهُ الأسئلَةْ!!
وأَسأَلُ ذاتي…
أَيلهو بيَ خوفٌ؟؟!
كَيفَ سيَحرِقُني الصَّمتُ؟؟!
أَينَ هيَ لَحظَتي؟؟!
كَيفَ لا أَغسلُ الهمَّ
أَتعَبَني ندمي؟؟!
والثَّرى وجَعٌ صاحَ:
“هل ستليقُ بكَ المَزبَلَةْ؟؟!
أَنحنُ امتدادُ الصَّمتِ،
يَدوسُ الحجارةَ…
يكتُبُ اسمَهُ…
مثلَما تكتُبُ خيبَتَها الأرمَلَةْ؟؟!
وكيفَ أُفَسِّرُ صمتي؟؟!
أُفَتِّشُ عنْ غيمَةٍ حَمَلَتني
إلى ذاتي يوما…
لأَنقُشَ لحظَةَ خطوي
وخطوي تناسى الدُروبَ
وما نَسِيَتهُ خُطا المَقْصَلَةْ!!!
أَأَبحثُ عنْ لَحظَةٍ تَسلِبُ الخطوَ منيِّ
بَعيداً عنِ الأرضِ؟؟!
هل أَجِدُ الوردَ في ثوبِ ليلٍ؟؟!
فَكيفَ سيَغفرُ زيتونُ أَرضي
ولا ظلَّ لي غيرُ ظلِّ الثَّرى
يمشي… يحرُسُني…
من غُبارٍ يُغَطِّي ندى المسأَلَةْ؟؟!
وحَدَّثني الهَمُّ عن حُزني
ولمْ أُسرجِ القلبَ نخلاً
ولمْ أُنْطقِ الأرضَ جَمراً
فماتَتْ على كفيَ الزُلزُلةْ!!