جميل السلحوت والمرأة

صلاح عويسات | فلسطين

عن دار النشر مكتبة كل شيء في حيفا صدرت للكاتب والروائي جميل السلحوت روايتي “الخاصرة الرخوة ” و” المطلقة” جزئين لرواية واحدة محورها الحديث عما يعتبرها الكاتب الحلقة اﻷضعف والخاصرة الرخوة في مجتمعنا الشرقي.

 وأنا هنا أريد أن أتحدث عن المرأة، في الجزأين  “الخاصرة الرخوة”  “والمطلقة” حيث يصف الكاتب أنواع النساء في هاتين الروايتين بدقة عالم نفس بارع ،ف جمانة التي هي محور جزئي الرواية ،هي طالبة جامعية مثقفة ملتزمة باللباس والخلق ،ولكنها  رغم الطاقة المتأججة فيها لرفض العبودية والظلم  تبدو ضعيفة بسبب ظروف أسرتها ووالدها على وجه الخصوص ،الذي تحبه وتشفق عليه ،فنراها تضحي ،وتتنازل عن رأيها الرافض للزواج ،وتقبل به رضوخا لرغبة والديها ،وتنفذ ما طلبه منها أسامة حتى تقبيل قدمه ،والسكن الذي يشبه السجن…لكن نراها حين مرت بتجربة الزواج الفاشلة، قد انتفضت رافضة الظلم الذي يحيق بها طالبة الخلع في المحكمة ،وتعود إلى حياتها ،وتصحح الخطأ بطلب العلم الشرعي، لتتعرف على حقوقها الشرعية الصحيحة ،التي ستربي عليها أبناءها ،ورغم أنها تعقدت من فكرة الزواج بعد تجربتها اﻷولى ،نراها قد وافقت على الزواج، حين وجدت زوجا ينصفها ،ويتعهد لابنها بالرعاية، ويسمح لها بالعمل إذا أرادت ،فهي بذلك قد حققت كيانها بالطرق المشروعة مع واقع جديد يحفظ لها كرامتها.

أما المرأة البارزة اﻷخرى فهي أم أسامة، امرأة سليطة اللسان تتحكم في زوجها وأبنائها، تهتم بنفسها كثيرا، وتغار من كل النساء حتى من ابنتها، ومستعدة أن تسلك كل الطرق لتحقق أهدافها حتى السحر والشعوذة ،ولو كان الثمن مالها وشرفها، فنجدها تذهب إلى العراف مختارة وبكامل زينتها وتسلم له نفسها في مقابل أن تعود قوة زوجها في الفراش بعد أن أقنعها بأنها ملموسة بالجن …

المرأة الثالثة وهي الفتاة صابرين التي ترى التحرر والتقدم في خلع الجلباب والحجاب والانفلات في عالم الشهوات والمتع الجسدية، فنراها تذهب مع رجل غني إلى البحر والفنادق وتشرب الخمور حتى وصل بها اﻷمر إلى الحمل الذي تداركته بالزواج من الشاب الثري يونس فوضعت طفلتها بعد ستة أشهر من الزواج الذي ما لبث ان انتهى بالطلاق بعد فترة وجيزة.

النموذج الرابع هي الفتاة عائشة، الفتاة البريئة المتدينة التي زوجوها صغيرة ليس لها أي تجربة في الحياة، والتي افتضحت بسبب جهلها وجهل المجتمع المحيط بها بالتركيب الفسيولوجي للمرأة

أما باقي نساء الرواية فليس في حياتهن ما يميزهن ف لطيفة أم جمانة امرأة مطيعة لزوجها مسالمة، وتغريد أخت جمانة هي شخصية مرحة وتعتبر وصيفة جمانة تساعدها في حل مشاكلها عملت ممرضة وتزوجت من طبيب، وكذلك الدكتورة والفلاحة أم اﻷسير الذي غدا شهيدا هي شخصيات عابرة وأدوارها في الرواية محدودة.

والحق يقال إن غالب ما يتصرفه المجتمع اليوم ضد المرأة وهضم حقوقها واستعبادها لا علاقة له بالدين، والدين منه براء فقد كان آخر كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أن أوصى بالنساء كما أوصى بعمود الدين وهي الصلاة جنبا إلى جنب، وهذه الحقيقة التي حاول الشيخ جميل ابرازها بإيراد اﻷدلة الشرعية الكثيرة التي تثبت حقوق المرأة ونفي الظلم عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى