غيمة قصيدة
سلمى الزياني | المغرب – فرنسا
بخجل قصيدة، أفتح درج خزانة أبي
حفرت للذكرى صندوقا
ملأته الحروف من فائض معناها
ألقت فيه ما تبقى من مفاتيح الشوق
تهادن اختصار الفكرة قبل الرحيل
بجدية يقينية.. بتشتت الفهم للأوراق العصيّة
كمشاكسة السبحة لحبّاتها
تقبلها بشوق يستيقظ في دمعها
تهمس: ساضعك في مكان خبأت فيه نهرا من الحنين
الخلاصة، قصيدة لا تغيب بدون صوّرها
ستوجعها بلسعة شمس قطعت الصلة بمغيبها
قد تحملها إلى فصول أخرى،
ولن تغرر بها عطور بقايا مناديل تمقت البكاء
لن يوقف طريق يدي أحد
لأني ساربّت عليّ فرحا
نكاية بوجع عاش و اهدى للقلب فيضانا من الندب
تبتسم لي حافظة نقود معدنية
ولسان حالها يقول:
الآن فقط أدركت لم جيبك مثقوب..!
أبوك أيضا كانت يداه مثقوبة
كان أكرم بكثير
تبتسم بحنان
أعانق ابتسامتها، ارتب قلبي كأوراق ممزقة
لأسدي معروفات لغصتي..
تسقط دقاته، بجانبي،
آن لها أن تخرس عصافير الخوف
أن ينقب صمتها حبات قمح صغيرة
اشم طاقية أبي، وأجهش بالزقزقة
اعانقها كطفلة مفعمة بالحنين
كصهد اعتاد دائما على الغليان
خزانة الثياب شجرةفاشلة
أخبرتني الثمار التي كانت تنام على بطنها
كانت ترقب الأجنحة المنكسرة
التي تجهل كيف ترتق عجزها
الطفلة التي كنتها أسفل النسيان
تذكرني بكتاب أغلق في الصحو صفحاته
كي لا يتغبر أكثر
افتح، ثم أفتح، و كل لحظة أفتح
في مرايا الحلم
كنت حروفا جريئة
رأيتني وكنت كثيرة
تدثرني أصغر أمنية، تعريني قصيدة
أخبرتُني أن السقف ليس أمانا
أن الباب مثبت في حائط البكاء
جالس على عتبة عزاء القصيدة
كلما كادت الشاعرة أن تفتح أو تغلق
طرقتها ذاكرة الريح
ولملمها الشتات.