عبثا أكتِّم لهفتي
ماجد الدجاني | فلسطين
لله درك كيف
كيف اخترقت مدائني؟
وقرى محصنة وكيف عبرت
من جدري
وهدّمت الحصون؟
كيف استطعت إلى فؤادي
رغم كل خنادقي تتسللين
وأعدت ترتيب الشظايا
في الفؤاد
أعدت ترتيب السطور
بدفتر القلب الحزين
ونزعت أشواكا نمت
في مهجتي عبر السنين
يا من بنهر الروح
في بحر القصائد تسبحين
ومن الوريد
إلى شراييني غدوت تجذفين
يا من كحسون على أيك الضلوع
تغردين
غرقت سفائن كل أنثى في دمي
لم يبق في قلبي لغيرك
من سفين
ورفعت سارية لحبك
والشراع غدا يرفرف
هازئا بعواصف الأضلاع
بالأمواج صرت عباب قلبي
تمخرين
ومن عنادي تسخرين
///
يا ظبية من أي صحراء أتيت
إلي تمرح في سهوب القلب
ترعى نبضه
وغدوت فوق مروج أضلاعي انتصارا
تسرحين وتمرحين
///
وزرعت حبك
في حقول الروح
في الشريان في التاجي
في سهل الوتين
رحماك لست من الملائكة الكرام
خلقت من ماء وطين
///
وسكنت أوراقي
وذاكرتي سكنتِ
وفي دمي رغمي أقمتِ
تعبقين الروح مثل الفل
ينفث في الدروب عبيره
وشذى رياضك
فاق نفح الياسمين
عبثا أكابر
أدّعي
عبثا أكتِّم لهفتي
وعيون أهل العشق تكشفهم
تسطر ما بهم من لوعة فوق الجبين
ويطّل ما أخفوا
من الشوك المخبأ
عبر نافذة العيون
والحب من أفق الفؤاد يطّل
مثل الفجر وضّاء يبين
ويسير مثل الشمس في كبد السماء
وأنت في فلك الضلوع تسافرين
وبنهر أوردتي وشرياني
هوى تتعمدين
وزوارق الرمش الكحيل
تحديا
في بحر قلبي تنزلين
ويقول عقلي هاتفا بي
ويك ما هذا الجنون؟
وكيف تمشي فوق أرض الشوك؟
كيف تسير درب العاشقين؟
ويرد لحظك هازئا بالعقل
إن الحب مثل الموت
مثل الشعر يأتي كل حين
الحب مصل قلوبنا
الحب يشفي من صداع الفكر
مثل الأسبرين
فيه الهدى للحائرين
لضائعين بدربهم
ومعذبين
الحب في كل السنين
يظل أقوى الفاتحين
ويدك دون هوادة
كل الحصون
يفنى الجبابرة العظام جميعهم
والحب يبقى سيدا للخالدين
هو أول الصفحات في الكتب
الهداة المرسلين
وهنا السؤال نكون
ضمن حداة قافلة الهوى
أو لا نكون