ما هذا الشيء الذي يسمى حبا ؟

محمد ابو عيد / مصر

 

كنت محلقا في الروض
أصابتني شوكة من آل الورد
فوقعت في الحيرة
آه من لعنة الفكر ولسعة هذيانه
توكأت على بعض أنفاس
كانت مازلت باقية تتلوى في قاع الجسد
فوق حواف فكري الشارد في الملكوت
وقفت كثيرا أسألني …..
ماهذا الشيء الذي يسمى حبا ؟
ضلال يحمل حقيقة
أم حقيقة تحمل أسرار الليل والنهار
هل هو الفارس المقنع الذي يحارب العدم
ليفوز بصرخة تحوي جنين القدر (الوجود)
لست أعلم فالغيب لا يسكن الكتب
كل ما أعلمه أنه الطائر الذي لا عش له
طليق لكنه في قفص الحياة حبيس
يجتهد جدا في حقل الكون
ليحتلب الموجودات من ثدي المعدومات
يحمل الحليب الأخضر باردا أو ساخنا
ويدخل خيمته يسقي فكرته الرضيعة
حتى تنمو ويصير لها أجنحة ( يوم / وغد )
ما يجعلها قادرة على تدوين حكمتها في سجل الحياة
رحلة ……..
الشمعة المسافرة في أصابعها إلى الاحتراق
هل قطعت كل هذه المسافة
من أول ميلاد ضوئها
وحتى الذوبان من أجل إنارة شيئا ما ؟
مخطىء من ظن
الشمعة لم تعلم أنها ضعيفة
تناست أو ربما تجاهلت المقدر لها من الضوء
فلو كانت تعلم أن نهاية رحلتها (الاحتراق)
ما حاولت أبدا ان تجتهد لتشبه الشمس
كان حلمها في التمني أن تصبح شمسا
ولو أدركت نفسها
لكانت في عروق الظلام نورا
وعلى أوراق الطريق ندى
وفي قيعان الخوف أنيسا
مثلها مثل الجمرة المتقدة
قبل أن تترمد وتبلغ عمر الشيخوخة (الانطفاء)
كانت نارا شابة عتية مهتاجة عنفوانية الاشتعال
عاشت كثيرا تحرق ماحولها
وكثيرا ما كانت تسرح في شوارع الرغائب
تبيع الدفء بأعواد الحطب
هكذا حتى رحلت إلى الموت منطفئة !
كل الأشياء والمسميات إلى انطفاء إلا (الحب) …
تذهب الحياة بالبدلة الحمراء لتعدم بأمر الديان
ويموت الموت
ويبقى الحب مطبوعا على ثغر الخلود
فلا تكن شمعة أو جمرة ولا تكن يوما نارا
احتو زمانك في فكرة ولا تجعله يحتويك
فإن كنت طيرا ففي الروض تغريدك
إن كنت وحشا ففي الغابة مسرحك ومصيدك
إن كنت كوكبا أضىء في حباك ولاتحد عن أفلاكك
وإن كنت إنسانا ففي الحب خلودك ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى