فيض من معين الريان

سميرة الزغدودي | تونس

نـجـمـانِ واتّــحـدا يـغـزوهما الألــقُ

حـرفي وعـشقكَ والـنّبراسُ والورقُ

مُـدْهامّتَانِ.. ظِـلالُ الـشّوقِ قافيتي

مـن الـيراعِ عـيونُ الـرّوضِ تـستبقُ

وضفّـتـان يـهــزُّ الــمــوجُ لـجّـهـمَا

يـغزوهُما الـسّحرُ يحلو فيهما الغرقُ

تـضوّع الـصّدرُ عطرَ الفلّ من شغفٍ

وفـي مدى العجزِ روضٌ فوحهُ عبقُ

أيقظتَ نبضاً بصرحِ القلبِ فانبعثتْ

عـصـورُ أنـدلـسٍ يـزهـو بـها الـشّفقُ

يـعيدُ عـقبةُ شـمسَ الـقيروانِ ويب

قـى بـدرُ طـارقَ فـي الأعماقِ يأتلقُ

تـدفّقَ الـعذبُ في قرطاجِ أنسجتي

مــاءُ الـفـراتِ لـهـذا الـقـلب يـعـتنقُ

يُـسـبّحُ الـنّبضُ بـالآياتِ مـن شـهبٍ

أنـــوارُ بــغـدادَ لـلـوجـدانِ تـخـتـرقُ

يـفوحُ شـاماً وعـشقُ الـياسمينِ غزا

لــبّ الـجـمال وهـذا الـوجدُ مـعتنقُ

الـنّيل مـسراه فـي فردوس أوردتي

وفـاح فـي جـنّتي من عطره الحبق

ايـزيس فـي منبت التًهيام تسكنني

فـي الـلّيل يـشرق فـي تمثالها الفلق

مـاانفكّ يَـخصِفُ من عرجونهِ رُطَبَاً

مــن نـخلِ أشـواقهِ بـالعشقِ يـتّسقُ

شـلالُ نـورٍ سـلافُ الـشّعرِ خـامرني

والـكأسُ فاضتْ شمولا دفقُها غَدَقُ

أرتّــلُ الـتّـوقَ تـرتـيلاً عـلـى شـفتي

فـيـسجدُ الـعَـرفُ والـنُّـوّارُ والــورقُ

والـعـذبُ مــن جـنّـةِ الـرّيّانِ أسـكبهُ

أمـــواهُ دجــلـةَ مـــن كــفـيّ تـنـزلقُ

فـالغيثُ من غيمةِ التّحنانِ تمطرني

ومــن سـنـا بــارقٍ يـجتاحُني الألـقُ

خـمسونَ عُـمْراً وبـالرّؤيا تُخَاصِرُني

فَـأزهـرَ الـحُـلمُ والـشّـريانُ والـطّرُقُ

فـأنـتَ رُوحٌ وقـلـبٌ صِـرتَـني فَـرَحَاً

فـكـيف يـاروحُ عـن مَـسْرَاكَ أفـتَرِقُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى