غرق عظيم
زكريا شيخ أحمد | سوريا – ألمانيا
غرقٌ عظيمٌ
تسمحُ الأشجارُ للعصافيرِ
أنْ تحطَّ على أغصانِها دونَ أيِّ مقابلٍ ،
ربما لأنَّها تحبُّ أغانيَ العصافيرِ
أو حتى لا تشعرَ بالوحدةِ .
لو كنْتُ عصفوراً لملأْتُ فميَ ماءاً
و سقيتُ الشجرةَ التي أُريدُ أَنْ أَحطَّ
على أغصانِها .
لا أُعلقُ صورةً لي على الجدارِ ،
ما ذنبُ الجدارِ لأغرزَ فيهِ مسماراً !!
ما ذنبُهُ حتى أكتمَ على أنفاسِهِ بصورتي !!
أَذهبُ للبحرِ لأَسبحَ قليلاً
ثم أتمشى بالقربِ منَ الشاطئءِ
لأعيدَ للبحرِ موجاتِهِ الضالةَ
ثُمَّ أبتسمُ و أنا أراقبُها
كيفَ تهرولُ نحو الشاطىءِ
تماماً كما يهرولُ طفلٌ تائِهٌ يجدُ أُمهَ
و يقذفُ بنفسِهِ لحضنِ أمهِ .
حتى لو كانَ الطقسُ بارداً جداً ،
أذهبُ للنهرِ يومياً ،
آخذُ معي كومةَ قشٍّ ،
ارميها في النهرِ ،
لعلَ قشّةً منها تنقذُ مشرفاً على الغرقِ .
يا الله أمطرْ علينا قشّاً ،
ينقذُنا من هذا الغرقِ العظيمِ.