سوالف حريم.. كلنا روس ما فينا كنانير
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
عجيبة ثقافة تفخيم الأمور في مختلف جوانب حياتنا، والتي تبدأ عندما يكون أحدنا في المهد صبيّا، فيصفونه إن كان ذكرا بالرّجل، وإن كان أنثى بالعروس! وإذا ما تكلّم أحد الشّباب خيرا فإنّهم يصفونه “بالختيار” وكأنّه ختم أبواب المعرفة والحكمة.
ويفاخر بعضنا بنشر صورة لطفله وهو يحمل قطعة سلاح! أو وهو يضع مصّاصة الأرجيلة في فمه، دون أن يدري أنّ هكذا عمل قَتْلٌ لبراءة الطفولة، وأنّه يحرّض الرّأي العام العالمي ضدّنا، فما هذا الجنون؟
لكنّ المذهل هو وصف من يرتقي سلّم المجد شهيدا من أبنائنا، وربّما يقتل بدم بارد وبلا سبب، فقط لكونه عربيّ فلسطينيّ، فتصدر بيانات النّعي “للقائد الشّهيد” فهل كلّ أبناء شعبنا قادة؟ وألا يوجد عندنا جنود؟ وحتّى تنظيماتنا تهدّد بالرّدّ “المزلزل” وكأنّها تتحكم بالطّبيعة، بينما يقوم الاحتلال بتدمير مئات البيوت السكنيّة، ويقتل الآلاف من أبنائنا وبناتنا، ويعتبر ذلك “دفاعا عن النّفس”! واستطاع بطاحونته الاعلامية الموجّهة أن يقنع العالم بأنّه ضحيّة، وأنّنا ارهابيّون! علما أنّ العكس هو الصّحيح.
يتخرّج من بيننا طبيب لم يمارس المهنة، ويحتاج إلى تدريب، فنصفه “بالنّطّاسي البارع”! ويكتب أحد منّا “خاطرة” تعجّ بالأخطاء الاملائيّة والنّحويّة، ونجد من يصفه بالشّاعر أو الأديب الكبير! علما أنّ بينه وبين الشّعر والأدب محيطات شاسعة. والحديث يطول حول هذه التّرهات. فهل ينطبق علينا مثلنا الشّعبيّ”كلّنا روس ما فينا كنانير”؟ وهل نعي حجم الأضرار التي تلحق بنا جرّاء هذه المفاهيم الخاطئة؟