قالت جدتي

سالم الحمداني | العراق

سأبوحُ لكَ بسرٍ فالزم ،

ما أنا إلا نخاع متقمص ،

أراني ذئباً ،

أو حرباء ،

أو عنكبوتٍ يَتَحسس ،

يَتلمس ،

لم يجد ما يواري سؤته

إلا خيطاً واهناً

لِيلبس ،

صيّرتني الأشياء

من لاشيء ،

عاريا من كلَ إرادة ،

وأقدارٍ تُتلى كالعادة ،

شيئاً من نقيضِ

الأشياء

من نارٍ وماء ،

وصلصالٍ ورغبة ،

وهواءٍ من هوى ،

أعشقُ وأهوى ،

سعادتي نزوه ،

وتعاستي نشوه ،

أيقنتُ أني لم أزل

بَعدُ مُتيقّن ،

فصار يقيني سجناً ،

مقطوع من شجر

مَنخور ،

مغروسٍ بأرض بور تتكلم ،

قالت لا أحتضنُ الغرباء

كالمومسِ في صومعةِ

الشرفاء ،

أحبت جنديا أكْديا ،

استلب َعذريٍتها

المسفوكة ،

على جدران

الوطن المنحور ،

ليرسم خارطة عبرية ،

من النيل

وحتى آخر حدود البندقية ،

هكذا قالت لي ،

فسكتَ القلم

عند مغزالها القديم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى