نشيخ معا

ريناس إنجيم | ليبيا

 

يا إلهي قاب قوسين أو أدنى

وأصبح امرأة خمسينية

بكامل نضجها

كيف حدث ذلك

وأنا مازلت أستطعم طَعم أول إفطاري مدرسي

لازالت آثار قبلات أمي على خذي كما هي

ولازال عطر والدي يتلحفني

منذ أول عناق..

لازلت أذكر أول كلمة كتبتها

لذلك التلميذ الذي كان معجبًا بي

أذكر أني كتبت على مقعده

أود الجلوس بجانبك

كي أفهم الدرس

استوعبت الآن ما كتبته

إنه الآمان الذي يرافق الحب

حب طفولي

ثاني حب بعد حب الأبوين

كبرت قليلا

وعند كل تكويرة وانحناء

يتملكني الغرور

يشبع رغبتي

كـ طفلة تمسك إصبع والدها لتعبر الطريق

تشعر وكأنها ملكت الكون

ترى الطريق بساط وردي

وعلى جانبيه حراس ينحنون

لم أكن أقبل بأي رجل

كانت الروايات قد فعلت فعلتها بـ أحلامي

حتى صرت فريسة العمر

أصارع قدري بين أنياب الزمن

أصول وأجول بين المحطات

أبحث عن قطار بـ وجهة

تجمعني مع أحلامي

لم يعد العمر يتسع للتسكع

بين حانات الفرضيات

ولا أزقة الاحتمالات

لا شيء يثمر دون سقاية

لكني أضعت دلوي

الذي خبأت بداخله بوصلتي

لا شيء أستدل به على..

خريطة رجلي الضائع

فلا قصائدي أثمرت

ولا كبريائي انحنى

ولا وجدني دلوي

عدت خاوية الغرور

احتضن حلمي

لم يعد لدي حلم

غير أن نشيخ معا

على كرسي هزاز داخل حديقة مزهرة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى