الجسر.. قصة قصيرة

جميل أبو حسين | فلسطين

 

قفزَت من نوافذ الذاكرة، لتعود إليها من أبوابها ،فأمشي مسرعا بقرار فؤاد كانت تسكنه . ليلا أمشي نحو الجسر الذي وقفنا عليه مرات ومرات.حين كنا اطفالا وصبية عشاق ، كنا نتنافس في اختيار النجم الذي نكلّمه وندّعي انه يسمعنا ويردّ علينا
اخر مرة عبَرته ، وقبل ان تعبره بيوم ، تركت ورقة مع ابنة الجيران كتبت فيها
— سنلتقي قريبا
سالتُ ابنة الجيران
— هل قرات الورقة
— لا …لانها استحلفتني
قراري الوحيد كان تلك الليلة ، التوجه نحو الجسر وعبوره ، رغم المطر والريح الشديد وغياب القمر
تعبت من المسير ..، لا باس عند الجسر ، سوف استريح.، في ذاك المكان الذي كنا نقف فيه عليه سأتوقف بعض الوقت واخبرها بذلك عند الوصول اليها
اقترب واقترب واقترب ، ورجلاي تتألمان ..ولكن هناك من يناديني من داخلي
امشِ ..يا …. وامشي..
وبعد وقت طويل من المشي والعناء …قلت لنفسي
— هل تهت ..هل نسيت الطريق الى الجسر…؟
اقف واحاول ان ارى كل شيء في العتمة…بالتاكيد كنت ارى كل شيىء بوضوح …ربما لاني احفظ الامكنة جيدا …ربما ذاكرتي ..ربما قلبي وعيونه…
قلت لنفسي — القلب يرى اكثر من العين احيانا كثيرة
الآن هنا الجسر ، عشرة دقأئق مشيا ليس اكثر…
وحين انتهت الدقائق …لم اكن اعرف ان الجسر قد وقع وانهار.واصبح من ماضي قريب …فبقيتْ وبقيتُ……وصرخت
— لماذا انهار الجسر ؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى