شاهد واستمع واقرأ قصيدة: ذاهب كالبرق للشاعر السوداني محمد عبد الباري
لابد للنار ألا تنتهي أبدا
ليستطيع الدخان المحض أن يعدا
///
هي المتاهة ساعات معلقة تدق
لن تجد الأشياء لن تجدا
///
يا أول الحب والأسماء ساخنة
لكل سهم وإن شق الرياح مدى
///
من حيث ما هبّت الأصوات تخبرني
أني سأذهب في كل الجهات سدى
///
ارتاب في ثقة الأنهار حين أرى
ما حل بالماء في (العاصي) وفي (بردى)
//
ولست أطرقأبواب الضباب فما
يزال ينحلُّ في الأعلى كما انعقدا
///
ولا أبايع ما في الشمس من وهج
لأنني كل ما بايعته بردا
///
يا بنت عينين من مس ومن تعب
لولاهما ما تمشى في الزجاج ندى
///
لقد شددت إلى طور النساء دمي
وما وجدت على نيرانهن هدى
///
وكدت أن أخسر الليل الأخير وقد
تأخرت فضة العشاق والشهدا
///
حتى طرقتك باسم البحر واقفة
تمشطين على أمواجي الزبدا
///
روحا تربين في صمتي ملائكة
ولا تكفين عن ترويعهم جسدا
///
أجل شربتك لكني على قلق
ألا أظل بهذا النبع متحدا
///
أحبك الآن لكن من سيصلبني
حتى أحبك يا كل النساء غدا
///
وددت لو سمّت الأوقات أنفسها
حجارة لتصير اللحظة الأبدا
///
أخاف أن تبلغ الأجراس حكمتها
وتستحيل إلى صوت بغير صدى
///
وأن يطالبني الضوء البعيد بما
أخشاه ألا أرى من دونه أحدا
///
ما زال يعصر في روحي نبوءته
أن سوف تلمع في التاريخ منفردا
///
أخاف من خيمة كانت على ثقة
من نفسها حد لم تحتج الوتدا