تمد لنا الخيبات لسانها

ريناس إ نجيم | ليبيا

ليس هناك أشد وجعا
من مسامير الذكريات
وهي تدق داخل رأس الليل
توقظ بضجيجها حكايا الصمت
وتخرج من المقابر رسائل مجهولة
أضاعت عنوانها
وابتلعتها أفواه العتمة
وامتص دماءها يباس اللحظة
تلك اللحظة التي كانت في حينها
تعادل ألف لقاء
صارت موشحة بالزمهرير
يملؤها الفراغ المنحدر
من أعلى قمم الانتظار
حيث
المحطات المكسوة بالعناق
والمقاهي المفعمة بالقبلات
والحدائق المكللة بالضحكات
وصوت فيروز يلامس وجه المكان
ورائحة القهوة
التي تنال من شفاه العذروات
هنا
تقرع كؤوس الفتنة
تلملمها الشراشف
خشية الفضيحة
أزيز الأسرّة شاهد
على كم النزوات الجاثمة
على صدر سحب السجائر
وكم من اللوعات التي أحرقت
منابع الدهشة ذات لقاء
هنا
تمد لنا الخيبات لسانها
ساخرة من لهاثنا وراء السراب
تضع قدما على قدم
تكشف عن جرحنا بصخب مدجج
وكأنها تود إخبارنا
بـ أننا لسنا سوى تفاصيل لعابر
يحاول حياكة رواية
لكنه أضاع طرف خيطها
بين جداول الحسرة
و بكل ما أوتي من لغة
كتب من جحر غربته
كنت مفتونا بها
كـ افتتاني بـ وطني
الذي لم يعد وطني
بعد أن هجرته كي أجدني
لكنني أحمله أينما وليت وجهي
داخل رحم قلبي
أنتظر الزمان كي يلتهم المكان
كي أنجبه!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى