كأنّها حامل بقصيدة جديدة

تركي عامر‏ | فلسطين

نمت ثلاث ساعات أو أقلّ.

أو ربّما أكثر. لا أعرف بالتّحديد.

يا أخي، ليس مهمًّا. فلتكفّ عن

هذه التّفاصيل غير الضّروريّة،

والمضرّة في معظم الأحيان.

لا أعرفك متزمّتًا إلى هذه الدّرجة.

لا حاجة لمنتهى الدّقّة،

ومشتهى التّفصيل.

لسنا في محكمة جنايات.

ثلاث ساعات أو أربع ساعات،

أسيدفعون لك شيئًا لقاء نومك؟

أم سيدفّعونك أجرة الفندق؟

المهمّ أنّك استيقظت حيًّا،

فلتحمد الله على نعمة التّنفّس.

معك حقّ يا البعيد،

دعني أكمل ما بدأت به!

غسلت وجهي بالرّحمن.

وجدت بصيص نار مرابطًا

في مدفأة الحطب.

عمّرتها من جديد.

أعددت فنجان نسكافيه.

إعداد القهوة العربيّة يورّطني

مع شرطة الآداب المنزليّة،

وذلك لأسباب أهمّها

تفوير القهوة على الغاز.

وأنا العبد رديء جدًّا

في إخفاء آثار الجريمة.

لم أفتح التّلڤزيون،

أخاف الأخبار العاجلة.

فتحت نافذتي الشّرقيّة.

اتّكأت على البرطاش،

لأعاقر قهوتي وأدخّن..

على صوت المطر.

وجدت أنّ يدي الثّانية،

عاطلة عن العمل.

فتحت التّلفون.

دخلت الفيسبوك.

وجدت الجميع نيامًا،

إلّا واحدة قلقة مثلي.

نامت هي الأخرى

ثلاث ساعات.

عرفت فيما بعد

أنّ قلقًا ما يساورها،

كأنّها حامل

بقصيدة جديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى