ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والجبابرة.. (8)

محمد زحايكة | فلسطين

منيب رشيد المصري.. شخصية تنموية كبيرة.. لها معارضون كثر

 

بدأت علاقة الصاحب مع رجل الأعمال منيب رشيد المصري أبو ربيح مع إطلالة نادي الصحافة المقدسي على الدنيا  أواخر عام 2006   ،  وكان أبو ربيح قد بدأ  يكثف اتصالاته وجولاته في القدس بحثا عن موطئ قدم  وآلية عمل للاستثمار في المدينة المقدسة  وللمساهمة في الحفاظ على هويتها العربية الفلسطينية من محاولات التهود والأسرلة كما كان يؤكد في كل تجمع أو حراك تشهده المدينة المحاصرة .

والحق أن الصاحب لمس في شخصية أبو ربيح كل الود والتواضع ومتابعة الأمور بشكل شخصي مع حرصه على تقديم  دعم  مؤسسي يمتاز بالاستمرارية  والديمومة والتأكد  من  صوابية وضع المؤسسات المدعومة من حيث البنية الإدارية السليمة والشفافية المطلوبة .

وطالما فاجأنا أبو ربيح  و”داهمنا ” في مقر النادي دون “احم ولا دستور ”  ضمن أسلوبه المحبب في رفع الكلفة والتواصل الحميم.. وذات مرة أصر على مشاركتنا اعتصاما احتجاجيا  ضد بلدية الاحتلال التي لا تولي التعليم في القدس العربية اي اهتمام يذكر ،، وفوجئنا به ينضم إلينا حيث مشينا  من المكتب  قرب المدرسة المأمونية  حتى مقر البلدية في ميدان سفرا في شارع يافا وهو يضع جاكيته على كتفه في طقس حار وملتهب.. فشعر الصاحب تجاهه بالإعجاب والتقدير كونه كبير السن فوق السبعين في ذلك الوقت وقلبه مزروع بالشبكيات ولم يبق  متسع لشبكة ثامنة أو تاسعة كما كان يردد على مسامعنا.. ومن يومها اطمأن الصاحب إلى نوايا هذا الإنسان الكبير الذي يشكك فيها الكثيرون دون أي دليل معقول أو قطعي.. فما الذي يمنعه هو  وأمثاله، بأمواله واطيانه أن  “ينتجع” في منتجعات سويسرا وجبال الألب ويعيش حياة رغدة وشيخوخة مثيرة  على ضفاف الأنهار والبحار والشلالات والثلوج والطبيعة  الساحرة.. و” بلاه وجع هالقلب “.

صحيح أن نادي الصحافة لم يتم دعمه سوى مرة واحدة من مؤسسة أبو ربيح للمشاريع التنموية ولم يتم ذلك إلا بعد عملية ” طراشة ودهان ”  شاملة وتسويق وتلميع اعلامي عبر لقاءات إعلامية وثقافية ومجتمعية عديدة  إلا  أن العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية والمجتمعية تشهد على أياديه البيضاء كما الحال في جامعة القدس و بيرزيت والمراكز الثقافية والمجتمعية والأندية المستفيدة من وقفية القدس وغيرها  .

وكان لنا زيارات الي قصر منيب المصري في نابلس  الذي يسميه ” بيت فلسطين ”  حيث تناولنا واجب الضيافة وهي أكلة ” المقلوبة ” الفلسطينية وإن كان بعض المشاركين من جماعة “ما لاقوش في الورد عيب.. قالوا.. يا احمر الخدين “.. حين ادعوا  أن لحم الدجاج الموضوع في المقلوبة هو من الهبر  الناشفة  فقط!  وكان يطيب للبعض التحدث عن” بخل”  أبو ربيع الشخصي حيث إنه حسب زعمهم رفض الدفع للتاكسي الذي أوصله إلي بيت الشرق ذات مرة  وطلب من صاحب التاكسي أن يتقاضى الأجرة  من الراحل فيصل الحسيني!! والصاحب يعتقد أن هذا كلام  سخيف ومردود وغير دقيق وهو من أحاديث الإفك  وقاع المدينة!! كما حدثنا الراحل الزميل ماهر الشيخ مرة أنه لفت نظر أبو ربيح إلى نوع ولون البدلة التي يرتديها وكأنها نفس البدلة لا تتغير.. فما كان من أبو ربيح إلا أن اصطحبه إلى جناح كامل في قصره وعندما فتح خزائن الدعم.. أقصد خزائن البدل.. دهش الشيخ من عشرات البدلات بنفس اللون وهو  اللون الطحيني على ما أعتقد.. وإذا عرف السبب بطل العجب!!

والصاحب يعتقد أنه ليس من الموضوعية الحكم على أي إنسان بالسلب أو الايجاب.. وفي حالة أبو ربيح مثلا .. وفق معيار إذا كنت مستفيدا  منه فهو جيد وإذا لم تكن مستفيدا  منه فهو سيء..  اعتقد أن هذا معيار ظالم وغير منصف على الإطلاق..

منيب رشيد المصري.. شخصية مجتهدة وذكية وصبورة..  وتسعى بكل ما في وسعها  لتكريس  وأحداث عملية تنموية شاملة في البلد في ظل وجود هيمنة الاحتلال على كل شيء.. شخصية تواصل العمل وفق رؤيتها الخاصة بغض النظر عن صحتها أو خطئها.. ولا تعير أي اهتمام للأصوات الرافضة والمعترضة .. وكأنها  تؤمن أن لكل مجتهد نصيب.. ومن اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله أجر..

في السنوات الأخيرة ابتعدنا  عن أبو ربيح  لأنه اختار العمل مع فريق معين ووضع بيضاته في سلة واحدة.. وهو ما جعلنا غير متحمسين لمتابعة نشاطاته التنموية.. ولكن هذا لا يعني أنه ارتكب جريمة كبرى .. بل إنه ما زال يواصل دعم القدس ومؤسساتها.. وعلى هذا يجب أن يقدر  ويشكر .. فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى