آخر ومضات سنة منقرضة
أديب كمال الدين | شاعر عراقي مقيم في أستراليا
تبادل
سنةٌ تمضي وأخرى تطرقُ البابَ:
الطغاةُ يتبادلون التّهاني والكراسي،
والجنرالاتُ يتبادلون التُّرهات والتّهديدات،
والموتى يتبادلون الرّمادَ والذّكريات،
واللاجئون يتبادلون القواربَ والبحار،
والفقراءُ يتبادلون عُلبَ السّردين والملابسَ المُستعملة،
والمُتصوّفةُ يتبادلون الشّموعَ والدموع،
والمُراهقون يتبادلون الصرخاتِ والقُبُلات،
والعُشّاقُ يتبادلون الأوهامَ والآهات،
والشّعراءُ يتبادلون الحروفَ والأساطير.
ولأنّهم لم يذوقوا أبداً طعمَ الزّمنِ المُرّ،
يتبادلُ الأطفالُ، وحدهم، البسكويتَ والضّحكات.
^^^^^
تَمايُل
غناءُ بلبلٍ جميل
يُفاجئُ زهرةَ الفجر
فيجعلها تتمايلُ قليلاً إلى الأمام
كأنّما تقول له: شكراً.
كذلكَ أفعلُ أنا
حينَ أفتحُ ستارةَ نافذتي الكبيرة في الصّباح
وأجدُ الشّمسَ قد سبقتني
فملأتْ كلَّ شيءٍ أمامي
بسحرِها الإلهي.
^^^^
ذُهُول
الذي اخترعَ النّومَ كانَ عبقريّاً حقّاً.
ففي كلِّ مرّةٍ أذهبُ إلى النّوم
أجدُ نَفْسي وقد تحوّلتُ إلى طائر
فأشعرُ بالسعادة.
وحينَ أستيقظ
أجدُ نَفْسي وقد تحوّلتُ إلى شجرة
فأشعرُ بالدفء.
لكنْ حينَ أتناولُ فطوري،
وأنا أشاهدُ التلفزيون
يعرضُ مصائبَ الكونِ الكبرى
الواحدةَ بعدَ الأخرى،
أشعرُ بأنّي إنسان
فينتابني الذُّهُول.
^^^
سنةٌ تمضي وأخرى تطرقُ البابَ:
الطغاةُ يتبادلون التّهاني والكراسي،
والجنرالاتُ يتبادلون التُّرهات والتّهديدات،
والموتى يتبادلون الرّمادَ والذّكريات،
واللاجئون يتبادلون القواربَ والبحار،
والفقراءُ يتبادلون عُلبَ السّردين والملابسَ المُستعملة،
والمُتصوّفةُ يتبادلون الشّموعَ والدموع،
والمُراهقون يتبادلون الصرخاتِ والقُبُلات،
والعُشّاقُ يتبادلون الأوهامَ والآهات،
والشّعراءُ يتبادلون الحروفَ والأساطير.
ولأنّهم لم يذوقوا أبداً طعمَ الزّمنِ المُرّ،
يتبادلُ الأطفالُ، وحدهم، البسكويتَ والضّحكات.