هيَ المحويتُ
صالح عبده الآنسي | اليمن
مِنِ المحويتِ مِن شُمِّ الجبالِ
ومـن جـناتِها المُـطـرِ العَـوَالي
///
ومِن أنسامِها الفيحا عبيراً
على وديانِها وَرفَى الظِّلالِ
///
عنِ الأرضِ التي خَصبَاً عليها
تـجــودُ بتُربِــهَا كُــلُّ الغِــلالِ
///
أصوغُ الحرفَ طيراً في مَدَاها
تُسَـافِـرُ بي فـضـاءاتُ الجـمالِ
///
هَيَ المَحوِيتُ…فاتِنَةٌ تُغَنِي
وتخطُرُ غــادَةً بينَ الدوالي
///
تَمِيسُ سـنابِـلاً، وتَـمِـيـدُ حقـلاً
وترفلُ في البهاءِ وفي الجَلالِ
///
على خُضرِ السُّفوحِ تَرَى قُرَاها
تـلـوحُ كـأنَّــهَا نَــثـــرُ الـلآلـي
///
ويُومِضُ في المساءِ لها بريقٌ
مـن الأضـواءِ جَـنَّـاحُ الخـيالِ
///
هَيَ المحويتُ مأوى السُحبِ فيها
تـحُطُّ رِكابَـهَا بعدَ ارتِـحـَـالِ
///
يُعَانِقُهَا الضـبـابُ بكلِّ صُـبحٍ
ويَحرُُسُـها الغمامُ دُجَـا الليالي
///
على سُررٍ من الديباجِ تغفو
تـنـامُ وَدِيـعَةً نـومَ الغــزالِ
///
فيُمطِرُهَا الورودَ يذوبُ عِشقاً
لِـيَهـوِي مـن عُــلاهُ ولا يُبَالي!!
///
على المحويتِ لا أرضٌ سِوَاهَا
تُـشَابِـهُ حُـسـنَـهَا وبلا مِـثـالِ
///
ولا طُهرُ القلوبِ كَسَاكِنيها
ولا كـرجـالِـها خيرِِ الرجالِ
///
ولا كَخِصَالِهم طابَت..تسامَت
لـيـبلـغَ سَـمـتُـهَا دَرجَ الكـمـالِ
///
ولا العيشُ الهَنِيُّ سِوَى عليها
على أرضِ المحَـبَّـةِ والجمالِ