سوالف حريم.. قطّتي زمرّدة متوعّكة
حلوة زحايكة | فلسطين
كتبت من قبل عن قطّتي زمرّدة التي أصبحت فردا من أفراد أسرتي الصّغيرة، فهي من تؤنس وحدتي في نهاري، تتودّد إليّ وكأنّها تقدّم أوراق اعتمادها أو شكرها لي بسبب عنايتي الفائقة لها. لكنّها هذا اليوم متوعّكة صحيّا، تسعل وتشهق وترتمي أرضا وتئنّ متوجّعة، وتنظر إليّ نظرات فيها عتاب، وبيني وبينكم معها حقّ، فقد أغلقت باب مطبخي عليّ لتنظيفه ولاعداد وجبة الغداء، وتركت زمرّدة في غرفة الصّالون بعد أن فتحت نوافذه لتهوية البيت، فساقت الرّياح أمواج الغازات الخانقة التي أطلقتها شرطة الاحتلال على أطفالنا في شارع المدارس، ودخلت بيتنا، وكان لزمرّدة نصيب من هذه الغازات التي اقتحمت بيتنا دون استئذان. فاستنشقتها مرغمة، هربت إليّ وماءت أمام باب الطبخ وكأنّها تستنجد بي، لكنّني لم أفهم عليها، وبالتّالي لم أفتح باب المطبخ لها؛ لأنّني كنت مشغولة. فهل كانت زمرّدة تستغيث بي، أم كانت تريد لفت انتباهي لاغلاق نوافذ البيت؟ لكنّها في كلّ الأحوال تعاني من ضيق بالتّنفّس. وكان الله في عون أطفالنا الرّضع وشيوخنا والنّساء الحوامل في البيوت.