إذا كان لابد من خط أحمر

نعيم شريف | العراق

ليكن خطك الأحمر ذا قيمة، مثلاً ; اسدى خدمة جليلة للبشرية، أوجد عقاراً لمرض عضال، حقن دماء الناس من أن تراق، ساهم في تطوير الوعي البشري، جعل من هذا العالم مكاناً جديراً بالعيش فيه، ناضل من أجل ترسيخ قيم العدالة والسلام والمساواة بين بني شعبه.

مثلاً: عندي، أن طبيب القلب البريطاني المصري المولد، الدكتور، مجدي يعقوب، خط أحمر، وربما ستسألني لماذا إخترته تحديداً؟ حسنا، مجدي يعقوب أجرى عبر مسيرته العملية، عشرين ألف عملية قلب مفتوح، وبنى مستشفى كبيراً في أسوان للأطفال المصابين بالسرطان، وساهم مع فريق طبي من أخصائيين بتطوير صمام صناعي للقلب، هل استطرد أكثر؟

عندي إن بيل غيتس، صاحب شركة مايكرو سوفت خط أحمر.. لماذا؟ هذا الرجل بقى على رأس قائمة أغنى الرجال في العالم، لعقد من الزمان، كان في راس قائمة أصحاب المليارات من أغنياء العالم، لكنه تبرع بنصف ثروته ( التي لم يسرقها من نفط بلاده، كونه كان رئيساً للوزراء وعنده إبن مدلل يعقد صفقات أسلحة بالمليارات، بل هي من جهده واجتهاده) أقول : تبرع بنصف ثروته للدول الفقيرة من أجل إيجاد مصل للقاح شلل الأطفال، وقارة إفريقيا، بقضها وقضيضها اعتمدت على أمواله في التخلص نهائيا من هذا المرض الخطير والمدمر. فضلاً عن لقاحات الإيدز!، ليس في إفريقيا بل أيضاً وصلت بركاته إلى الهند وما جاورها.

القس الجنوب أفريقي، دزموند توتو، الذي عمل جنباً إلى جنب مع المناضل،نلسون مانديلا، في حقن دماء الشعب وتحقيق المصالحة الوطنية على الرغم مما خلّفه نظام الفصل العنصري من جرائم لاتنسى.

هل تريد عزيزي القارىء خطوطاً حمراء أخرى؟ ، مثلاً، الكسندر فلمنگ، مكتشف البنسلين، مدام كوري، لويس باستور، وعشرات بل مئات غيرهم، هؤلاء هم خطوطي الحمر!

أما تحويل بعض الكائنات إلى خطوط حمر فهذا يدخل في باب الغلو والتطرف الناتج عن جهل مركب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى