سجائر الكراهية.. دخان الحب
عبد العزيز بحفيض | المغرب
وضع سيجارته الغريبة على دملجها المستعار من إحدى جاراتها البدينة. أحس بغبن ثقيل يجثم على صدرها. نادى بصوت عالٍ:
– قهوة وبدون تأخير!
ردّت بغمزة ماكرة، ابتسم لها الراوي:
– رُحْ لنديماتك العوانس الفاجرات…
كأنه انتبه لتواطئ الراوي مع زوجته، فأعاد إشعال سيجارة أخرى، ونفث دخاناً جمّاً، واستعاد نفَساً عميقاً، مسترجعاً ذكرياته الجميلة : قصائد حداثية في حقّها، شذرات، هايكو…كل هذا الحبّ يتحوّل لكرهٍ مقيتٍ؟
تساءل مع نفسه:
– لِمَ أصبحت أكره هذه المخلوقة؟
كرّرها مرّاتٍ، وفي نفس الوقت، كَتَوارُدِ خواطر، بالمطبخ تُسائِلُ نفْسَها عن هذا التحوّل، واللعناتُ تطفو على زَبد القهوة، تاركةـ حروفًا مبعثرةً: أَ…كْ…رَ…هُ…كَ
واندلق الكأسُ من يدِها، وشظايا زجاجٍ، رسم بخبْث: أحبك،أحبك،أحبك