مقال

في ذكرى ميلاد المنشاوي القارئ الباكي الذي أبهر العالم

د عبد العليم المنشاوي | كلية الزراعة – جامعة سوهاج

يحتفل العالم الإسلامي في الـ20 يناير من كل عام، بذكرى ميلاد القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي(1920-1969)، الذي مازال صوته الخاشع ، يزلزل قلوب السامعين، بترتيله المصحف المجود، أكثر من مرتين شهريا عبر ميكروفون إذاعة القرآن الكريم، ليظل القارئ الراحل محمد صديق المنشاوي، عميد دولة الخشوع في مملكة قراءة القرآن الكريم وأحد القراء الأربعة، الموكلين بتلاوة المصحف المجود يوميا بإذاعة القرآن الكريم، وهم الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، «الشيخ محمد صديق المنشاوي». وبعد مرور أكثر من نصف قرن على رحيله، فإنَّ الخلود كان ولا يزالُ قرينَ اسمه، وسوف يبقى هذا الخلودُ، حتى يقومَ الناسُ لرب العالمين.

ولد الشيخ المنشاوي بمدينة المنشاة التابعة لـمحافظة سوهاج في جمهورية مصر العربية، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره؛ حيث نشأ في أسرة قرآنية عريقة، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي هو الذي علمه فن قراءة القرآن الكريم، وقد وضع أبوه الشيخ الجليل صديق المنشاوي هذه المدرسة العتيقة الجميلة والمنفردة بذاتها، وبإمكاننا أن نطلق عليها (المدرسة المنشاوية)، فأخذ منها الشيخ محمد أسلوبه وطوره بما يناسبه فصار علمًا من أعلام خدام القرآن. وقد استمد الشيخ محمد من تلك المدرسة الكثير الذي كان سببًا في نجاحه بعد صوته الخاشع، ولُقِّب الشيخ محمد صديق المنشاوي بـ”الصوت الباكي”.

وقد وصفه بعض كبار المشايخ والعلماء فقالوا:

قال سماحة الشَّيخ ابن باز – رحمه الله – عنه: “إنْ أردت أن تسمع إلى القرآن كما نزل فاستمع إلى المنشاوي”، إنه صوت لا تملّ منه أبدًا كينبوع ماء طاهر متدفِّق مروٍ للعطش، وكان الشَّيخ الألباني يبكي وهو يسمع الشَّيخ محمَّد صديق المنشاوي.

بينما الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف شيخ عموم المقارئ المصرية يقول، إن الشيخ محمد صديق المنشاوي حسنه من حسنات الدهر.

وسُئِلَ الشيخ محمد متولي الشعراوي عن رأيه في صوت المنشاوي، فقال: «من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوي. إنه ورفاقه الأربعة (مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط، والبنَّا، والحصري) يركبون مركباً، ويُبحرون في بحار القرآن الكريم، ولنْ تتوقف هذه المركب عن الإبحار حتى يرث الله الأرض ومن عليها».

وقال الشيخ عمر عبد الكافي إذا سمعت المنشاوي قلب يتكلم وقلب يسمع وأنت في جنة من جنان الخلد، ويقول أيضا من أعذب الأصوات وأكثرها خشوعا إنه القارئ الذي تشعر وكأنه يقرأ القرآن وقلبه يرتجف خشوعا وقال بأنه أوتي مزمارًا من مزامير آل داوود.

بينما الشيخ مشاري بن راشد يقول العم الشيخ المنشاوي، هذا القارئ الذي يصدق عليه حديث النبي صلي الله عليه وسلم” إن أحسن الناس قراءتا من إذا سمعتموه حسبتموه يخشي الله”.

وتحدث الشيخ أحمد المعصراوي في برنامج يوميات مسلم فقال إن الشيخ المنشاوي “رحمه الله”، الله رزقة الإخلاص لعل بينه وبين الله سر.

وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني، المنشاوي فعلا أنا عن نفسي في رأيي الشخصي أنه لم يقرأ القرآن أحد مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي في عذوبة الأداء وفي قوة القواعد، الشيخ المنشاوي ده نسيج وحده.

والشيخ ناصر القطامي يقول ممن تأثرت بهم الشيخ المقريء محمد صديق المنشاوي فحينما يقرأ لا يقرأ بصوته ولكنه يقرأ بقلبه وعندما يرتل القرآن تدمع عينك وتشعر بأنه يحدثك من قلبه.

وقال الشيخ عبد الوهاب الطريري بأنك ممكن تسمع قارئ وتأتي بعد مده تتجاوزه بقارئ أخر لكن من يستعصي علي التجاوز هو الشيخ المنشاوي “رحمه الله” وأنا أسمع له بإنصات وتذوق وكلما أسمعه كأني أسمع صوته أول مره وكأني أسمع هذه الآية أول مره.

ويقول الدكتور أيمن رشدي سويد عن الشيخ محمد صديق المنشاوي: (كان يقرأ القرآن وكأنما يقرأ في الجنة).

وتحدث الشيخ أحمد بن علي العجمي فقال الشيخ المنشاوي من أفضل القراء تجويدًا وحفظًا في إجابة على أسئلة في لقاء له في أحد المنتديات.

والشيخ أحمد تميم يقول بأن الشيخ المنشاوي جعل للقرآن مذاقًا خاصًا حين نسمعه وجعل القلوب تتعلق بالله عز وجل.

وقال الشيخ المقرئ عبد الله السبعاوي إن الشيخ المنشاوي من أقرب الأصوات التي جسدت الخشوع.

بينما الأستاذ محمد الحسيني في برنامج أعلام الآمة بقناة الرحمة وصف الشيخ المنشاوي بالصوت الملائكي والصوت الشجي والصوت الباكي وقال عندما تسمعه يملأ قلبك الخشوع وحب لله عز وجل وحب للقرآن الكريم.

وللعلم تحدث الكثير من مشايخ وعلماء وإعلاميين مصريين وعرب وإسلاميين في برامج فضائية مصرية وعربية وإسلامية متعددة عن الشيخ المنشاوي التي يصعب حصرها وذكرها ، تحدثوا عن أحكام التلاوة والتجويد والمقامات وغير ذلك. وما زال وسيظل الشيوخ والعلماء يدرسون ويحللون ويصفون ظاهرة الشيخ المنشاوي “رحمه الله “.

وقد قال محبو ومستمعو تلاوات الشيخ عنه الكثير من العبارات الصادقة نذكر منها:

لو السماء أمطرت صوتك لأفنيت عمري أستسقي.

المنشاوي القارئ الباكي الذي أبهر العالم.

الصوت الباكي.

اللهم أرح المنشاوي في قبره كما أرحنا في تلاوته.

وكأنه خلق لقراءة القرآن.

يقرأ القرآن وكأنه يفسره “رحمه الله رحمة واسعة”

وكأنه يقرأ القرآن بقلبه وليس بلسانه “رحمه الله”

عندما أسمع المنشاوي “رحمه الله” كأنني أعيش مع القرآن.

المنشاوي خشوع وبكاء.

عندما أسمع المنشاوي أقف عاجزًا عن الوصف.

الشيخ المنشاوي قارئ القلوب.

الشيخ المنشاوي عاش قليلا وترك أمرًا عضيمًا.

الشيخ المنشاوي صوت قلما يجود الزمان بمثله.

الصوت العذب.

المنشاوي الباكي المُبكي.

أمير القراء الذي أبكي ملايين المسلمين في العالم.

كان خلقه القرآن.

أمير دولة القرآن.

كوكب التلاوة.

الشيخ المنشاوي من أعظم القراء في التاريخ.

ريحانة القراء.

ملك النهاوند.

ملك الإحساس.

المنشاوي تلاوة تزيل هم القلوب.

هرم الخشوع الشامخ.

المنشاوي يروي ظمأ النفوس.

أحد رواد التلاوة.

أحد رواد قراء العالم الإسلامي للقرآن الكريم.

كأنه يقرأ من الجنة.

صوت موصول بالسماء.

ماذا بينك وبين رب العالمين حتى يضع هذا الخشوع والجمال والروعة في صوتك “نسأل الله لك الفردوس الأعلى”.

ومازال شيخنا ناشراً لكتاب الله في الآفاق، تالياً له في كل حين في كل بلاد الدنيا، وسيظل الشيخ محمد صديق المنشاوي إن شاء الله تعالي صوته الحنون يشجو بكتاب الله الي أن يرث الله الارض ومن عليها.

رحم الله حبيب قلبي ريحانة القراء أستاذ المدرسة المنشاوية المباركة صاحب الصوت الندى الشجي العذب الرقيق الرقراق الصوت البكاء صوت السماء الصوت الملائكي صوت الجنة “الشيخ محمد صديق المنشاوي” رحمة واسعة ورضى عنه وأرضاه وجعل الجنة مستقره ومثواه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى