مقال

ابدأ من جديد فالله يأخذ الجميل ليهبنا الأجمل

د. أسماء السيد سامح 

كم من أمور وددنا لو تتحقق..
وكم من أحلام تمنينا أن تكون واقعًا..
وكم من أشياء كنا نظنها لنا لكنها إبتعدت عنا..
وكم من وصول أخفق في الوصول..
وكم من نهايات لم تكن كما أشتهينا..
وكم من توقعات كانت مخالفة لما بنينا عليه مستقبلنا..
وكم من خطوات مشيناها بدقة ، ورغم هذا كانت الطرق وعرة جداً ومشتتة بحيث أعادتنا إلى نقطة الصفر…
وكم من نجاح كان على وشك الإتمام لكن الأقدار أو المصالح قد أخرت تحقيقه وبعثرته..
وكم من بشر كانوا سببًا في عرقلة إجتهادات البعض..
وكم من نصيب أخفق في إتمام صفقات أوشكت على الظهور الى النور..
وكم من أمل عاد إلى أصحابه وهو يجر الخيبة والألم..
وكم ، وكم ، وكم من أمور كثيرة قد تحدث لسبب ما وقد تحدث دون سبب….

لهذا لا تتوقع أن تهبك الحياة أكثر مما تريد أن تهبك إياه..
ولا تتشائم إن فرضت عليك الأقدار عقوباتها..
فكل ما لم يكتب لك قد يكون حجبه عنك خيرًا..
وكل ما لم ينجز قد يكون خيرة لسبب ما..
فنحن قد نضع خيباتنا وإنتكاساتنا نتيجة للتوقعات العالية التي وضعناها والتي إستثمرنا بها كل إهتمامنا وطاقتنا..
فليس كل ما نتمناه نحصل عليه ونمتلكه..
وليس كل ما أردناه بشدة قد يأتي..
وليس كل ما نطلبه قد نناله ويكن بين أيدينا..
فقط علينا أن نواجه الفشل والالم والحزن بحزم أكبر وعناد أكثر وتصميم وإدراك أوسع ونضوج أفضل..
وأن نحفر لأنفسنا مخرجًا من تلك الإختبارات التي قد تقف حاجزًا ما بين شعورنا بالرضى وشعورنا بالإحباط..
_ فقط لا تسلم نفسك طوعا لليأس..
ولا تقدم سعادتك قرباناً للندم..
حاول دوماً أن تكون إيجابيًا مهما كان منسوب السلبية حولك مرتفع جدًا….

لا تطلب من أحد أن يمسح دموعك..
ولا تنتظر من أحد أن يقول لك لا بأس..
ولا تتوقع أن تتوقف الأرض عن الدوران لمجرد أنك تعثرت وتألمت..
لن يفيدك الجلوس وحيدًا.. ولن تحتضنك الجدران.. ولن يقدم لك أسفك باقة ورد..
لذا ابدأ دومًا من جديد، فالله يأخذ الجميل ليهبنا الأجمل…

فقط اصبر وأكمل حياتك، فما من أحد يخلو من الآلام والاوجاع، وما من أحد معصوم من الحزن ، حتى الأنبياء كان لهم نصيباً منه..
تفاءل بالخير وكن من الصابرين ، واشحن ذاتك بتمني الخير ولا تقف يومًا في وجه أقدارك ، بل سايرها ولاطفها وإن كانت خشنة لا تقدِّر الرحمة ولا تستوعب مشقتك…

فالغيم الأسود يتشكل ليهطل المطر..
والعتمة تغتال النور لننعم بالهدوء..
فليس كل رجوع إلى الوراء نهاية..
فأغلب البدايات كانت رحمًا لفشل ولدت منه أجنة النجاح..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى