سوالف حريم – كريمة المهندس وحرم الدّكتور
حلوة زحايكة | فلسطين
تكثر حفلات الزّفاف في فصلي الصّيف والخريف، وممّا أثار انتباهي بطاقات الدّعوة المكتوب فيها اسم العريس ووالده، واسم والد العروس حيث يدعو والد العريس مع والد العروس لحضور “حفل زفاف نجله فلان، على “كريمة” والد العروس. وكريمة مأخوذة من الكرم والتكريم، فعندما ولدتها أمّها اعتبروها تكريما من الله لهم، فأعطوها الاسم الذي يريدونه، وعندما شبّت أصبح اسمها “عورة” فاستعاضوا عنه “بكريمة فلان” أيّ بنت فلان، وامعانا في التّرف والاستعلاء الذّكوريّ، فان والدة العريس يستعاض عنها بلقب آخر بدل اسمها، فتستقبل “حرم” الدّكتور والد العريس المهنّئات بتاريخ معيّن، وتضيع العروس وحماتها بين ” حرم” و”كريمة” فهل اسم الأنثى عورة يجب التّكتّم عليه؟
فمن النّاحية الدّينيّة نقرأ اسم والدة الرّسول، واسم مرضعته، وأسماء زوجاته وبناته، وكذلك بالنّسبة للصّحابة والخلفاء والفقهاء وغيرهم، ونعتبرهم قدوة، فلماذا لا نقتدي بهم؟
ومن ناحية أخرى فان بناتنا وأخواتنا يدرسن في المدارس والجامعات وتكتب أسماؤهنّ في السّجلات، وتنشر أسماء النّاجحات في مراحل تعليميّة مفصليّة كالتّوجيهي والجامعة في الصّحافة. وهناك من يعملن في مختلف المجالات وأسماؤهنّ لا يمكن اخفاؤها… فهل زواج الفتاة أمر معيب حتّى يتمّ التّستر على اسمها واخفاؤه؟ وكيف يمكن اخفاء اسم عروس طبيبة أو مهندسة يوم زفافها؟ وأليس مطلوب منّا اشهار الزّواج؟ وأشاوس استبدال اسم العروس “بكريمة فلان” فقد يكون لهذا الأب الفاضل عدّة بنات، فأيّهنّ العروس التي تزوّجت؟ ألا يدعو هذا إلى اعادة النّظر “بكريمة فلان وحرم زميتان”؟