فيرمونات القدس

أ.د معتز علي القطب | القدس العربية المحتلة
الفيرمونات في علم العلوم الحياتية هي المواد الكيماوية التي تلعب دورا في الجذب العاطفي في الكائنات الحية، وللقدس فيرمونات خاصة تفرز من قبابها وسورها وبواباتها ومن شوارعها ومن أهلها المخلصين.

العِشقُ لِلمَاسِ أمْ لِلدُّرِّ والذَّهَبِ
القُدسُ جَوهَرَةٌ مِن أَجوَدِ النُّخَبِ

///
هَبَّتْ عَلى الرُّوحِ فِيرْمُونَات فاَتِنَتِي
فَتَاهَ جِسْمي بَأرضِ التينِ والعنبِ

///
مَاذا أُجِيبُ وكل القُدسِ تَجذبُنِي
كَنَحلَةٍ شَدَّهَا زَهرٌ من العَجَبِ

///
يَا وَردةَ الكَونِ نَحلُ الأَرضِ قَاطِبَة
يَرجو رَحيقكَ حَتى خُص لِلعَرَبِ

///
كَمْ نَحْلَةٍ مِنْ رَحيقِ القُدسِ أَعطَتنَا
مَعالمٌ حُلوَةٌ مِن سُكَّرِ القَصَبِ

///
ذُقْ دَاخلَ السورِ من أرضٍ مُبَارَكَةٍ
مَا شاءَ رَبُّكَ خَيراتٍ عَلى الطَّلَبِ

///
السورُ والبَيتُ والأبوابُ تَعشقني
قد أَرْسَلَت عِطْرَهَا لِلقَلبِ والعَصَبِ

///
ما زلتُ أَتْبَعُ فِيرمُونَاتِ سَيدَتِي
فَمَن يُقاومُ عِطْرَ السوقِ والقُبَبِ

///
مَا أَجمَلَ القُدسَ مَا أَحْلَى حِكَايَتَهَا
حِكاية الدِينِ قَد آمنتُ بالكُتُبِ

///
أَمْشِي وَأركضُ والكيمياءُ خَارطَتِي
تَفَاعلُ الفَرَحِ المخلوطِ بِالغَضَبِ

///
هَذا التَفَاعُلُ تِلقائِي مِنْ زَمَنٍ
مِنْ حَافذِ الحُبِّ بين الجِينِ وَالنسَبِ

///
يَقُودُنِي صَوبَ أزهَارٍ مُنَوَّعَةٍ
فيها من الحُسنِ مَا فِيها مِنَ النَّصَبِ

///
دَخَلْتُ لِلمَسجِدِ الأَقصَى أُقَبلهُ
قد شَدَّني ثَوبُه المَنسُوجُ مِن قَصَبِ

///
يَفوحُ في القَلبِ مِسكٌ كي يُعَطرَهُ
مِنْ عِطْرِ لَيلَى بِمسكِ العِزِّ وَالحَسَبِ

///
كُلُّ الجَواهِرِ في الأسقَاعِ قاطبة
قَد أدركت أن أرض القُدسِ مِن ذَهَبِ

///
يَا أجمَلَ امرأة عَاشت بعالمِنَا
مَا زالَ عِطرك فواحٌ من النجُبِ

///
قد ذابَ قلبي وساحت كل أوردتي
في حَضرَةِ العَسَلِ المَمزوجِ بالتَّعَبِ

///
كم بثَّ مسجدها الأقصى رَوائِعَهُ
ليجذبَ القَلبَ في التَّاريخِ والحِقَبِ

///
كم عطَّرَ الأرضَ أولى القبلتينِ لَنا
حتَّى نَفوزَ بِعطْرِ المِسكِ مِن عَطَبِ

///
إني أَقولُ لأرضِ القُدس سَيِّدَتِي
هَل تَقبلين حبيبًا جَدَّ فِي الطلَبِ

///
أَطلقتِ سَهمَكِ صَوبَ الناسِ مِن زَمَنٍ
حَتى أَصَبتِ بِني قَومِي مِن النُّجُبِ

///
مَا زالَ سَهمُكِ مَغروسًا وَيُؤلِمُنِي
حَتى أنامَ عَلى كَفيكِ فِي التُّرَبِ

///
حتَّى الثِمارُ التِي فِي كُلِّ عَالمِنَا
غَارت مِن اللوزِ والزيتونِ والرطَبِ

///
بَنو أُمَيَّةَ شَموا عطرَ سَيِّدتِي
حَتى السَلاطينُ مِن تُركٍ وَمِن رُتَبِ

///
يَا حَظ مَن شَمَّ عِطرًا لا يُفَارقُهَا
تَبُثُّهُ دَائِمَا حَتى مَع التعَبِ

///
تَفاعلُ الحُبِّ مَاضٍ فِي مَسيرَتِنَا
يزيدُ فِي حَضرَةِ الأشواقِ كاللهبِ

///
مَفاتنُ القُدسِ أحلامِي وَأُمنِيَتي
عَجزتُ عَن وَصفها في الشعرِ والخُطَبِ

///
أَقسَمتُ يَا قُدسُ فِي بَحرِي وَقَافِيَتي
أُهدِيكِ مَا شِئتِ مَولاتِي منَ الأَدَبِ

///
عِيشي وَفي القَلبِ طُولَ العمرِ سَيدتي
في داخلِ الروحِ فِي عِزٍّ وَفِي رَحَبِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى