أكاديميّون يناقشون (الهبوط إلى برج القوس) لحاتم الصكر

بغداد | الاتحاد العام للأدباء والكتاب – نادي وتريات

 

عندما يكون الناقد شاعرا ..في نادي “وتريات”

تعرف الأوساط الاكاديمية والثقافيّة الدكتور حاتم الصكر ناقدا بحتلّ مكانة مرموقة في النقد العراقي، والعربي، بحيث أن أحد الأكاديميين قال: تكاد لاتوجد رسالة أكاديمية نوقشت في الجامعات العراقية، كتبت خلال الثلاثين سنة الأخيرة دون أن يستند الطلبة إلى كتب الصكر في المراجع، ولكن الكثيرين لايعرفون أن الصكر بدأ شاعرا، وله أربع دواوين شعريّة أحدثها (الهبوط إلى برج القوس) الصادر عن دار أروقة، لذا توقّف النقاد، والأكاديميّون عندها، وضمن أنشطة نادي وتريات قصيدة النثر في الإتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق جرت مناقشة الديوان في جلسة بثّت من مسقط عبر منصة” الفنر للعلم والمعرفة”، وأدارها الشاعران عبد الرزّاق الربيعي، من مسقط، وأحمد رافع من بغداد، بمشاركة: الدكتور حاتم الصكر،
والدكتور ضياء خضير، والدكتور صبري مسلم حمادي، والدكتورة وجدان الصائغ، والدكتور سعد محمد التميمي، والدكتورة ناصرية بغدادي، وقد أكّد الشاعر أحمد رافع أن حاتم الصكر “شاعر الفوتوغراف متجولا في الدروب ليتلقط المشاهد التي يراها، وأن قصيدته” حملت الأمكنة الجغرافية المتعددة سواء في صنعاء أو في بغداد رافقته منذ التسعينيات”، وأضاف الشاعر أحمد أن الديوان يعد “جنايات شعرية باتت تلاحقه بكل وقت ليكون دافع قوي في اخراجها وهو يهبط في ميلاده لبرج القوس المكسور  ويخرج منه دون حيلة” متوقفا الرافع عند قصيدة (الهبوط إلى برج القوس) التي حملت عنوان الكتاب وأعدها الرافع أنها فيلم قصير يبتديء فيه الصكر منذ ولادته، ويصف حياته في القرية والمدرسة” وذكر الرافع أن الديوان جامع مانع لحياة الشاعر ففيها قصائد المراثي وعددها ستة من بينها قصيدة يرثي نفسه في وصفه القبر العربي المفتوح وقصائد أخرى من توقيعات منتهيًا الشاعر أحمد رافع ترحيبه للضيوف في جلسة المناقشة.
وأكّد الشاعر عبد الرزاق الربيعي في مفتتح الجلسة “حين تحدّث الصكر عن علاقته بالشعر في بيانه الختامي، الذي ذيّل به في ديوانه، كتب” علاقتي به ليست زوجية بل عشقية”، مذكّرا ايانا بمقولة تشيخوف “الطب زوجتي والأدب عشيقتي”، ولكن صاحب (مرافيء المدن البعيدة)١٩٧٤، و(طرقات بين الطفولة والبحر)١٩٨٠، و(ملاذ أخير) ١٩٩٤ حين توغل في غابات النقد لم يذهب بعيدا عن شواطيء الشعر، وأضاف الربيعي “هذا الملمح الجمالي نراه واضحا في لغته الشعرية التي تطفو فوق سطح مقالاته، وعنايته بعنونة مقالاته، وكتبه، الأمر الذي  جعل الباحثة زهراء خالد تعكف على دراسة  (عنــونة الكتـب النقـدية عند حاتم الصكر (دراسة تحليلية) عنوان أطروحتها لنيل الماجستير التي تقدّمت بها لجامعة الموصل عام٢٠١١، يقول د.حاتم الصكر عند عتبة الكتاب ” هذه نصوص مستعادة من زمن شعري قديم مررت به ولم أتوقف طويلاً ، رغم أني تركت ظلي هناك، لذا فهي تجمع الموزون مع قصائد النثر، فكانت بذا  جنايات أو سوابق تلاحقني حتى أرسلتها -بمفارقة غريبة- إلى النسيان عبر البوح بها، فكأنها أسرار لا تتحقق إلا بهتكها وإذاعتها…جنايات لكنها تؤرّخ لزمن مرَّ بي، ولم يتوقّف”.
وأشار الربيعي أننا نحاول، في هذه الجلسة، تتبع علاقة الناقد الصكر  بشعره أو شعر النقاد عموما من خلال طرح أسئلة تخصّ النقد وطبيعة التعامل مع النص الشعري، أو السردي، فهل يمكن للناقد الجيد أن يكون شاعرا جيدا وإذا عدنا الى جذور النقد الأدبي العربي هل هناك حضور لهذه الظاهرة وأعني بها شعر النقاد منذ سوق عكاظ والنابغة الذبياني، هل نستطيع أن نقرا الصكر الشاعر دون أن نفكر بالصكر الناقد؟”

شعرية القصيدة

أجاب الدكتور ضياء خضير عن سؤال الربيعي “أنه لا يستطيع أن يقرأ حاتم الصكر (الشاعر) في ديوانه الأخير دون أن أفكر بحاتم الصكر (الناقد). مرجحا ذلك أن الأمر لا يتعلق بمعرفة قبلية مسبقة تضفي على الشعر ما ليس فيه من ظلال النقد وما يتصل به من وعي معرفي وثقافي، بل هو الشعر الذي لم يستطع أن يتخلص من قبضة الروح الناقدة التي تجعل القصيدة ميدانًا لفكر تحليلي ومسحة عقلانية وذاكرة ثقافية ذات طبيعة نثرية عامة قد تحول أحيانًا بين القصيدة وبين التحليق نحو آفاق شعرية أكثر صفاء وتحررًا.”.
وتوقّف خضيّر عند البيان الختامي الذي وضعه الصكر في نهاية هذه القصائد تحت عنوان (الخروج من برج القوس ملاحظات في الولادة والشعر والموت) مشيرا “ربما الرأي في نوع هذه القصائد أكثر مما ينفيه. فقد انطوى هذا البيان المركّز للتعبير عن جماع تجربة الناقد حاتم الصكر مع الشعر على شيء من التناقضات والتعارضات التي يمكن أن تكشف عنها قراءة متأنية للديوان وهذه المقدمة أو الخاتمة النقدية الموضوعة على هامشه. فهذه القصائد التي “تعود إلا القليل لفترة سابقة من وعي الشعري والنقدي” كما يقول، لا تخلو،هي الأخرى، من نور هذا الوعي النقدي الذي يضيء أجزاء منها ويعطّل شيئا من طاقة الخلق الداخلية السرية فيها.
وأضاف خضير أن “اللاوعي أو (الشعور الباطني) الذي يقول الشاعر في (بيانه الختامي) إن ما يكتبه فيه مكرّس لترميم “ما تبقى من حياة، وما ظل من طاقة في الروح التي أثقلها السير في ظلمات الوعي وشقائه وشظايا الجسد المجروح في أعماقه”، لا يعبر بدقّة عن البطانة الداخلية لهذا اللاوعي بسبب من أن عمل القصيدة الأساسي يقع، كما قلت، تحت نور هذا الوعي، وليس خارجه أو في ظلماته.”.
وأكّد ضياء “كلّ ذلك لا يكفي، في الواقع، لتوصيف التجربة الكلية للمبدع حاتم الصكر الذي قدم في هذا الديوان تلخيصا مكثفا لجوانب من تجربته الشعرية والحياتية المغلفة بالحزن والألم، دون أن يتخلى عن إصراره للحفاظ على وعيه النقدي في قراءة الشعر وكتابته”.

جدلية الوعي النقدي
في سؤالٍ وجّهه الرافع للدكتور سعد محمد التميمي، قال التميمي أن “الشاعر الناقد والناقد الشاعر جدلية تعكس الوعي النقدي واللاوعي الشعري في خطابي الشعر والنقد للكاتب د. حاتم الصكر لحضور الشعر في نقده وحضور النقد في شعره ، فهو مبدع في الشعر كما هو مبدع في نقده واذا كان التميز والغزارة والتنوع الذي عرف به منجزه النقدي قد قرنه بالنقد ،فان ذلك لا يلغي بقاءه شاعرا متميزا في دواوينه”.
وتوقّف الدكتور سعد عند الخطاب النقدي والشعري، فأكّد أن “الجدلية التي حضرت في الخطاب النقدي تظهر أيضا في الخطاب الشعري للصكر ،واذا كان ظهورها في دواوينه الأولى فإنها تظهر بشكل كبير في ديوانه الأخير(الهبوط إلى برج القوس) وأول مظاهرها المقولات الشعرية والنثرية التي قدم بها الديوان وختمه به اذ تضمنت ما يقارب (45) نصا لشعراء، وكتاب وفلاسفة، ونقاد، وأضاف الدكتور التميمي” إن هذا العدد من المقولات تعكس حضور الوعي النقدي الذي يوجه أحيانا لا وعي الشاعر نحو فضاءات معينة وهذا صرح به الصكر في تقديم هذه الاختيارات بقوله (بألسنةٍ أخرى وبقلب شاعر :مختارات) مؤكدا التميمي أن الاختيار هنا جاء بوعي الناقد ولا وعي الشاعر لتماهي هذه الاختيارات فيما تطرحه من تساؤلات في الوجود والخلاص والتحدي وتحضر هذه الاختيارات بشكل آخر من خلال قصيدة (أسماء وأفعال) اذ يتخذ من أسماء بعض الشعراء عنوانات فرعية (المتنبي، رامبو، السياب، أدونيس، المقالح، حسب الشيخ جعفر، امجد ناصر) فضلا عن توظيف اسماء دواوينهم وأقوال من شعرهم لذلك جاء الديوان بجزأين الأول قصائد الشاعر وهي (28) موزون ونثر تعكس تجربة شعرية غنية اسهم الوعي النقدي بتشذيب النصوص من الزيادات والترهلات التي طالما نجدها في قصائد للعديد من الشعراء، ويأتي عنوان الديوان الذي هو عنوان لإحدى قصائد الديوان ليحيل الى ميلاد الشاعر لذا جاءت القصيدة لتسرد جانب من سيرتها ( يستند الى مرجعية مهارية تقوم على معرفته بمسالكه واشتغاله المعنى الشعرية من خلال مفرداته وتراكيبه  الذي ينفرد به عن غيره من النقاد فضلا عن أنه لم  يغادر الشعر ولم يتحول عن قناعة بفشل”.
وأشار دكتور سعد يمكن أن تجد في شعر الصكر جرأة المعري، وأسئلة المتنبي، وحداثة ابي تمام  هو شاعر مثل كثير من النقاد، لكنه لم ينته ناقدا فقط مثل كثير منهم، فقد حافظ على المسافة بينه وبين الشعر اذ بقي الشعر الواحة التي يعود اليها بين الحين والأخر ليعبر عن مواقفه ورؤيته ليؤرخ كثير من القضايا، والأحداث المحيطة به وليسجل حضوره المتميز، وإن كان على فترات متباعدة، ونوّه التميمي ” أن قناة الاتصال مع ذاته من جهة، والعالم من جهة أخرى، فالشعر هو الوسيلة الأقرب التي تعينه للتصدي لليأس والخراب، والضياع، واستشراف رؤى مستقبلية أو الغوص في التراث للتعبير من خلاله عن الواقع، ولما كان في جيل تحتدم فيه صراعات الحداثة والاسئلة حول مبرراتها وهو جيل الستينات” مختتما “أن الصكر  قارئ محترف  يتعامل مع القصيدة بموضوعية ومهارة  عالية و ذائقة شاعر لم يخسره الشعر لأن المقياس لا يقوم على الكم”.

فرض النقد وذات الهوية
أضافت الدكتورة ناصرية بغدادي، الناقدة، والدبلوماسية الجزائرية المقيمة في نيويورك،” إنّ محور الأمسية الشعرية النقدية مثقلة بقراءات من خيرة اساتذة الادب وفطاحلة النقد لديوان الشاعر الكبير والناقد الاكبر الدكتور حاتم الصكر.
وأشارت الدكتورة أن “هذا الديوان المولود من رحم مبدع جمع بين قرض الشعر وفرض النقد في ذات الهوية، كما توقعته من خلال عنوانه الذي جذبني اسمه قبل رسمه، هو صدى لعمق شاعر فارس مسجور بالحزن والطيبة مكسور بالفراق والخيبة، متخم بفروسية المقول على قلم مسروج بالنقد الادبي ومتخم بالمقول الشعري، فائض صدقاً و وفاءً لكل من لامسه او عايشه او صادفه او صادقه .. انه قلب وروح الشاعر الناقد استاذنا الدكتور حاتم الصقر ..الشاعر الذي عشقته مدارج الغربة واختارته آنسا لها ومؤنسا وما اختارها هو أبدا .
وأكدت ناصرية أن الديوان بعنوانه الممتزج بين الصوفية و الفلسفة والأدب، ونصوصه المتراخية على ضفاف التاريخ القديم والحديث وفجائع الوقت المعاصر ووقائع المعطى الحاضر، يستحق منا القراءة المتفحصة والنوعية،  لا لانه يحمل كما تحمله جميع الدواوين  الشعرية من اقفال و مفاتيح وايقاعات و اوصال، بل لانه فوق كل هذا وذاك جاء مولودا من رحم حبر جمعت بين الموهبة الشعرية المصقولة ادباً و قراءةً وبين  الاستاذية المتمرسة كتابةً و نقدا وأشارت الدكتورة أن قراءة مثل هذا المقول الشعري/ الديوان المفعم شاعرية و الفائض شعرية ليس معطىً متداولا للجميع الا لذوي الالباب ممن مسكوا عصا اللغة من الوسط بين ادبياتها و ناقديتها، أو عاشوا ملاذ الكلم كتابةً و ابداعا؛ أمثال الشاعر عبد الرزاق الربيعي، والدكتورة الناقدة وجدان الصايغ وغيرهما كثير ” وأضافت د.ناصرية” إن عبر  ديوان الصكر النثري الشعري الوارف، ومقوله السردي الدرامي الكاشف، و بشموخ قلب الفارس المنتصر المهزوم يأتي إلينا من قاع برجه المكنون كاشفا ومكشوفا لما سكت عنه في ((الهبوط في برج القوس))، وبروح الشاعر الوفي المكلوم يوقفنا امام تفاصيل نصوص قصائده وفواصلها الهاربة منه اليه والمهرّبة فينا ولنا، نصوصٌ تقوله كما تقولنا و اخرى تحتجب عناّ ليس عفةً مناّ  او خوفا بل مودةً لنا و عشقا .
وقدّمت الدكتورة وجدان الصائغ قراءة في نصوص الصكر وتوقفت عند بعض العناوين، وأشارت إلى طغيان لغة الحزن في تلك النصوص انعكاسا لتقلبات الحياة، والغربة، والفقدان، وقرأت بعضا منها، مؤكّدة أن النصوص أشبه بألبوم فوتوغرافي.

شعر النقاد
وردّا عن سؤال للربيعي حول شعر النقّاد في تراثنا الأدبي، قال الدكتور صبري مسلم حمادي أن في “مرحلة ما قبل الإسلام تصلنا أصداء حكايات عن سوق عكاظ وكيف عرضت الخنساء شعرها على النابغة الذبياني حين فضل شعر الأعشى على حسان بن ثابت فاعترض حسان واستشهد ببيته الشعري:
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى
وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دما
هنا تحولت الخنساء إلى ناقدة إذ وجدت ثمانية مواضع ضعيفة، فالجفنات جمع قلة والأفضل جفان جمع كثرة، الغر بياض محدود بالجبهة، والبيض أفضل من الغر، يلمعن الأفضل يبرقن بالضحى بالدجى أفضل …………الخ، مشيرا حمادي أنه لم يكن هناك ناقد متخصص بل الشعراء هم الذين يأخذون دور الناقد بالمعنى التقليدي للناقد.الفرضية التي تطرح هنا هي أن الناقد وفقا لهذه الرؤية للنقد يميّز الشعر الجيد من سواه، وهو يستطيع أن يميز شعره هو بحيث يحكم على جودته ويتبناه أو أن يهمله لأنه لا يستحق النشر. وأكد الدكتور صبري وفقا للرؤية المعاصرة للناقد وهي أن الناقد قادر على أن يبدع نصا نقديا بمستوى إبداع الشاعر يظهر فيه مكنونات النص الشعري والمسكوت عنه كما في المصطلح الشائع، فالناقد إذن يستطيع في ذائقته الفنية أن يميز نصه الإبداعي، وهل هو جدير بالبقاء او النشر؟ ولكن ليس في كل الاحوال.وحين سئل المفضل الضبي: لِمَ لا تقول الشعر وأنت أعلم الناس به؟ فأجابه شعرا:
وقد يعرض الشعر البكيء لسانه
وتعيي القوافي المرءُ وهو لبيبُ
وتوقف الدكتور عند أستاذه عبد الجبار المطلبي الذي ألّف كتابا مهما عنوانه (الشعراء النقاد)، وكتب زميله الدكتور علي حداد رسالة دكتوراه عنوانها: (الشعراء نقادا)، وكان صبري  أحد مناقشيها حين كان أستاذا في جامعة الموصل. كما ألّف الدكتور عبد الله الفيفي كتابا بعنوان (شعر النقاد) وهو أقرب إلى ما نحن فيه الآن. الذي أردف الدكتور صبري انه كتب عنه مقالا نشره في موقع( ديوان العرب)، وهو تحت عنوان: هل يمكن للناقد أن يكون شاعرا؟وردت أفكار عن شعر النقاد في كتاب الفيفي منها: أن النقاد حينما يكتبون القصائد، فإنهم يكتبون قصائد طويلة، لأنهم لا تنقصهم الألفاظ، ولا المعاني، وليس بالضرورة أن هذا صحيح تماما، وقد أشار الفيفي إلى ذلك، ورأى آخر أن التناص الكثير في شعر النقاد حين يلجأ إليه الناقد يضعف قيمة النص الشعري، لأنه يعرف جيدا قيمة النص الذي يتكئ عليه. وأشار أنه من البديهي أن يحلّق الشاعر في أجواء هي غير أجواء الناقد الدؤوب الذي يحتاج إلى استيعاب النصوص والتعمق بها، وأسس الإلهام الشعري ومزاجه وحالاته هي تماما مختلفة عن أسس الإبداع النقدي إذ ربما يكتب الشاعر وهو يبكي من هول ما أصابه من غدر الزمن أو سماع موسيقى حزينة تحتضن ابداعه الشعري وتلهمه ألفاظا وعبارات تتلاءم مع تجربته الشعرية وعكس هذا تماما حين يريد أن يعبر عن تجربة سعيدة مر بها .
متوقفا عند تجربة الشاعر حاتم الصكر صديقه منذ أكثر من أربعين عاما، مؤكّدا أن نصوصه في (الهبوط إلى برج القوس) تؤرّخ ليس فقط لهموم حاتم الصكر فقط، بل هي تؤرخ لهمومنا جميعا. واختار صبري قصيدة “احتراق” كي يقرأها وهي مهداة إلى أصدقاء سوق الكتب في بغداد شارع المتنبي
وراء بلاط الرصيف
شممتُ احتراق الورق
تناثر فوق الوجوه
رأيتُ العصورَ تجمّد فيها المدار
ودارت على الموتِ
حتى استدار
رؤوساً من النار تعلو
وتعلو
وتهبط فوق السقوفْ
يبل صداها المطر
قرأت على صفحة الجمرِ
جرحَ الحروفِ
ودمعَ الحروفْ
قرأتُ بجوف الرماد جنوني
الواضح هنا أن المسكوت عنه هو أن مانكتبه وما كتبه أسلافنا سيمسي رمادا. وأشار صبري انه أحيانا  يحس أن النص النقدي للصكر يصاغ صياغة شعرية بمعنى أنه يحتضن صورا شعرية وأنفاسا وأجواء وحميمية تنتسب للشعر.
وقام الصكر بالردّ على التساؤلات التي طرحت خلال الجلسة، موجها الشكر لجميع المشاركين والمتابعين، كما وجّهت د.ناصرية بغدادي الشكر للمنصة العمانية” الفنر للعلم والمعرفة”، والعراقية ” وتريات قصيدة النثر”، معبّرة عن سعادتها وهي في نيويورك بالمشاركة في هذه الأمسية وبالاستماع الى مداخلات قراءاتية نقدية في منتهى الجمال، والأدبية للمقول الشعري الحاتمي بامتياز …..

لمشاهدة تفاصيل الجلسة عبر اليوتيوب
https://m.youtube.com/watch?v=qqcYy4EHw-A&feature=share
لمشاهدة تفاصيل الجلسة عبر الفيسبوك
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=786511272220622&id=100025852697285

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى