وطني
حسين جبارة | فلسطين
وطني الفضاءُ الرّحبُ يحتضنُ الجميع
ابنيهِ فردوسَ الخلودِ مفاتِنًا غنّى الربيع
لكنَّ وحشَ الغابِ يفرضُ قيدَهُ
يُملي امتيازاتِ القَويِّ على الضعيفِ
مُمارِسًا سوقَ احتكارٍ للتجارةِ
للشراءِ وللمبيع
ويسُنُّ قانونًا يُحَرِّمُ أو يُحلَّلُ
ما يريدُ وما يُشيع
تحميهِ قوّةُ قيصرٍ
بالروعِ تُرهبُ قاصرًا
تجتاحُ خيمةَ ساذجٍ بالقصفِ بالغزوِ السريع
بالبرِّ بعدَ البحرِ بعدَ الجوِّ
تقتنصُ الطفولةَ والسكينةَ والبراءةَ
تزرعُ الموتَ المُريع
وهْوَ المُشَرِّعُ والمرافعُ والمُحكَّمُ قاضيًا
وهْو الحكومةُ والصحافةُ والقرارُ
يُكسّرُ الأبوابَ كنزًا يستبيحُ ويستطيع
وطني التراثُ، حضارةُ الأجدادِ والأسلافِ
مِن زمَنٍ مضى
أبنيهِ جناتِ النعيمِ بحاضري
أهديهِ للخَلَفِ البديع
لكنَّ وحشَ الغابِ خطَّطَ مُنكرًا
رَسَمَ الحياةَ تَخَلّفًا في موطني
ولهُ التقدّمَ منهجًا وثقافةً
فهو الأميرُ بصرحهِ
وأنا الحُثالةُ والقطيع
وطني الحقولُ وُلدتُ في أحضانها
ومخاضُ أمَي في الحصادِ بَشائرٌ
بينَ السنابلِ أنجبتني
تُنجبُ الأطفالَ للشأنِ الرّفيع
لكنَّ وحشَ الغابِ يلغي مولدي
فأنا عَدوٌّ يستحقُّ الجلدَ في وادي الغضا
لا ماءَ لي
لا سقفَ بيتٍ
أتّقي فيهِ الدّبورَ أو الصقيع
لستُ الجديرَ بعزّةٍ بكرامةٍ ودويلةٍ
وسيادةٍ منقوصةٍ يُهدي الهزبرُ الى الوضيع
ورفضتُ وحشَ الغابِ في جبروتهِ
مهما علا بعتادهِ
مهما تَسلَّطَ أو طغى
طلبَ التعاونَ بالصنيع
أعلنتُ في نفسي بِأنَّ العدلَ حقٌّ
في السماءِ وفي القناعةِ
في الذراعِ وَلن يضيع
وطني انتمائي
لا يستطيعُ الوحشُ نزعًا من دمائي
أرقى ليرقى في شغافي
لا أُساومُ في الهوى
أفديهِ بالثوبِ الرجيع
وطني المُنَى والحُلمُ يسكنُ مهجتي
وهو القصيدةُ والأغاني
لوحةُ الفنّانِ يرسُمُها الرّضيع
أسطورةُ الأحرارِ يسردُ والدي
في الليلِ تحكي جدتي
يستوعبُ الجيلُ الشَغوفُ كما السميع
وطني هوايَ وقبلتي وحبيبتي
والدربُ ممتدٌّ أمامي
دعوةٌ المظلومِ تحضنُ أضلعي
هو منزلي يتوسَّدُ العضدَ المنيع
هو آمري باتَ الموجّهَ شاحنًا لمشاعري
وأنا المُتيّمُ والعشيقُ أنا المُطيع