هذا أنا
محمد ذيب سليمان | الأردن
قلقٌ تفـرَّق في الدِّماءِ وفي الحـروفْ
تعَـبٌ ، وسـيف الريح يا ليـلايَ يسـحقني
يُمهِّـد للغـد المسـلوب ….. من رأسي
ومن كُتبـي
يتاجـر في دمي المسـفوك بين النرد في الحانات
… باللعب
يـدُ الإحبـاط يا ليـلايَ ما زالـت تُـلاحقني
وتضرب في رؤى أحـلاميَ البلهـاء
مُـذ حَطَّـت على رئتي
ومخالـب الفشـل المُسيَّـس في الظـلام تلـوكني
تُحملق كلمـا نزلـت على عنُقي
حِـرابُ أُولائـك المـاضين نحـو الظِّـل
في وطني
يُقهقـه حُلميَ المكبـوت من فشـلي
ومن أفكـاري الخضـراءَ
من عجْـزي
من الطفـل الذي ما زلت أحمله
ويُسكنني
من الشـمس التي طُمستْ بحبـر الـزَّيف
يا ليـلايَ في الكُتـبِ
هذا أنا …..
مازلت أقرأ فيك منذ الأمس
أسئلتي
ما زلـتُ مصطحباً معي
عجـزَ التَّفهُـم وانحنـاءات الظروفْ
ما زال في رَحم التـراب مرارة ٌ
من جهْـلِ أفكـاري
وضعف مواقفـي
وأنا …
ما زلـت حتى اليـوم أجهل كيف يحتفـل الكبـارْ
وأئِن من هَـوَسِ التَّفـرُّد في ظلام الوقت
بالرأي المخالف والقـرار
وبقـدرة الليل المُـدجج بالتغطـرس
في متابعـة الحـوار
وأراك تحـت الريـح يا ليـلي مكبلةً
مني ….
ومن شِـعرٍ تُـرددُه القبـائل
كلَّمـا
صعد الإمـام على المنصة واعظـاً
واختـار نهـج بلاغـة الحجّـاج
في تسـويغ حقـن الـزَّيف
أو قلْـبِ الإطـار
وقد اسـتمات كما الضرير مبرراً
حجب انتشـار الضوء من لغة النَّهـار
هذا أنـا …
وحديقـة الأحـلام من عيْنـيَّ نـازفةً
وما زلنـا
نُؤمِّلُ أن يمـس الصُّبـح جبهتهـا
وتورق الآمـال
في حضن القفــار