الملتقى
مختار إسماعيل بكير | مصر
جاءت وفي يدها السؤال
يجر اذيال السؤال
على قدومٍ وانسحاب
جاءت وفي العينين
أسئلةٌ وأحزانٌ وأوهامٌ وأحلامٌ عجاب
جاءت
تحلِّق في الفضاءِ
تدق أجراس السماء
لعلها تجد الجواب
ماذا وكيف متى وأين
لما ومَن
ذبح القصيدة
قبل أن تلد الجواب؟؟؟
من أين نبتدأ الإجابة
والسيوف على الرقاب
الآن نُذبَحُ مرة أخرى
وغدا سنُذبح
والجواب معلقٌ
في كل باب
إني أرى الشعراء
من بدء الخليقةِ
للقيامةِ قد أتوا
ليشيِّعوا شرف القصيدة
دون فلسفة الخطاب
فالكل باع ودمعة الأوطان
قد أجرت من الأنهار
ما صنع السحاب
والكل غاب عن الحقيقة
عامدًا متعمدا
الكل غاب
كل القوافي لم يعد في ثوبها
الا العقاب
وجع المعاني أجهض الكلمات
فامتهن العذاب
وأنا وأنتِ حبيبتي
نمشي إلى حيث الضباب
^^^
آهٍ من الوجع المّخبَّأ في القصيدة
عندما يعلو صداه
آهٍ على وطنٍ تمزق
بين انياب الطغاة
والكل أسلم أمره طوعًا
إلى سوط البُغاة
والماء بالنهر الحبيب
تحجرت انفاسه عجبا
وصار بلا حياه
كل القوافي لم تعد بقصيدتي
والحرف في الأوجاع يبلغ منتهاه
وأنا وكل العاشقين
نذوق من مر الحياةِ
كما نراه
والحلم عاش مكبلاً
ورمى الوشاح على البريِّةِ
فانزوى عنا …وتاه
^^^
مَنْ أجهض الحلم الجميل
مدينتي
مِن غير ذنبْ ؟؟؟
مَن ألبس السلطان
تاج الظلم فينا من ذهب
من أمَّر الشيطان فوق رؤسنا
وأتى إليه الغاصبون
يسبحون بحمده من كل صوب
كم حكَّموه على الرقاب
وأنزلوه الآن منزلة العرب
كم حكموا قديسهم
وامامهم وكبيرهم
زنديقهم ، سِكِّيرهم
وهو الذي في الأصل
كان أبا لهب
تالله كان أبا لهب
تبت يداه إلى القيامة
لا نراه سوى خرابٍ واقترب
تبت أيادي
كل من يلقاه يحسب انه
رب الانام ولا عجب
تبت أيادٍ
كلما صعد المنصة
مجدته وعظمته وكبرته
بلا سبب
تبت عيون
كلما نظرت اليه
تغيرت وتحورت وتحجرت
ورمت رداء الكبرياء
بلا سبب
تبت عقول صورته كأنه
فوق الخطيئة والحقيقة
والنقيصة والكمال
بلا سبب
تبت نساء
قد زنين اليوم
في الشرفات والطرقات والحانات
جهرًا باسم قافلة العرب
تبت يدا قلمي وأوراقي واحباري
وأشعاري وثوراتي
وإحساس السعادة والغضب
فالآن
أشعلنا الحقول على الخيول
وراقنا بطش اللهب
والآن
القينا الرمال على المروج
ليعتلي
قصر مشيد يسكن الشيطان فيه
ولا عجب
والان يسكننا أبو جهل
وننعم في ضلال أبي لهب
فلكل من أعطى
تصاريح الفناء ومن وهب
ولكل من طعن العروبة
وارتدى قهراً غبياً
وانسحب
ولكل من سمع القصيدة
وهو يعلم انه شعر نضب
ولكل من ضاعت على شفتيه
ألوان الكلام
وحلَّقت فوق الرؤوس
على عيون الناس
أمواج الصخب
لا شيء في متن القصيدة
قد دنى
من مصر ، من بغداد ، من بيروت ، من صنعاء
من أرض الخليل ومن حلب….
^^^
وهنت متون قصيدتي
فالآن لا تقوى الحروف على الحراك
وأرى القصيدة
وهي تُلقي حلمها وسط الهلاك
وارى المعاني
بُعثرت من فوقها فتناثرت وتفرقت وتشتت
رقصت على دمنا هناك
وأرى الضحايا نحن
وأرى الرزايا نحن
وأرى البداية والنهاية
كلها تبغي رضاك
وأراك
يا نجماً توارى في السماء
إني أراك … ولا أراك
شيَّعتَ جثمان القصيدة
والقصيدة لا ترى إبنًا سواك
ألقيتَ كل حروفها
عبثًا على الطرقات في الحانات
في كأس النبيذ على ثراك
قتلوا القصيدة
واستحلوا دمعة منها جرت
قبل الممات
قتلوا الحروف مع الكلام
وأقنعونا بالسكات
ظنوا بأن سجونهم
سترد كل الأمنيات
من راح يحلم أنه رب علينا
فليفق
فالموت اعظم واعظ في الكون
رُغم الأنف آت
من راح يزعم
أن دجلة
ليس يُغرمُ بالفرات !!!
من قال جهلاً أن غزة
سوف يقتلها السكات؟!!!
من ظن أن خيولنا
ضاعت معالمها
وأرّقها الشتات
كذب المؤرخُ
والمُنَجِّم والملقنً والبُغاة
إني أرى أملاً
يرفرفُ من بعيدٍ
في ثبات
إني أرى في القدس
أفراحاً علت
وأرى بلالاً
عاد يشجينا نداءً للصلاة
وأرى صفوف المسلمين
بلا اعوجاج
وأرى نساء المسلمين
بلا اعوجاج
وأرى شيوخ المسلمين
بلا اعوجاج
وأرى العروبة غيرت أثوابها
وأرى الحمام
يحط بيضاً فوق أسنان الوتد
وارى جميع الأمنيات
حتى الحياة
تجملت وتزينت
ورمت جميع الموبقات
فالآن
يمكننا الجواب
لا شيء يبقى في سُبات
حتما سيحيينا ويجمعنا
جميل الذكريات
^^^
سنُعيدُ تاريخًا دمشقيًا
يرتل آيةً في الرافدين
ونعود من لبنان
نحمل زهرها في الراحتين
ستضمنا الخضراء تونس
في عيون المشرقين
سنُسَبِّح الرحمن في مصر الحبيبة
ثم نعلن حبها في الخافقين
سنُقيم في الأقصى
ولن نرضى هناك بركعةٍ
او ركعتين
سنطوف حول البيت
ننظر في بهاء المغربين
وسنشرب الشاي الجميل
بدارنا البيضاء
في عمَّان نرسم زهرة في الوجنتين
وسنجمع الصومال والسودان
في بيت الخليج على محبة تمرتين
سنهيم وسط جزائري البيضاء
يجذبنا الجمال الى الرباط
إلى عيون الخيل في شنقيط
تجمعنا صلاةً عند أولى القبلتين
سأقول أشعاري بجيبوتي
وأرتل القرآن في سبأٍ
وأقول للمختار في ليبيا
نعيش بجنتين
وسنرسم القمر البديع
مُجمِّلاً جُزُراً
تكوَّن نبضُها في بَسْمَتَيْن
إني أرى كل البلاد
بلا حدودٍ ، لا حروب
ولا نزاع ولا صراع
ولا صلاة بقبلتين
إني ارى
كل الرجال توضؤوا بالشمس
ثم أمّوا النجم والقمر المنير
وكل أطياف الملائك
فاستقاموا
ثم صلوا ركعتين