ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والجبابرة (22)

محمد زحايكة | القدس

سمير احليلة.. طاقة  إيجابية متنقلة في كل مكان وزمان

تعرفت على الصديق الجميل والرائع سمير احليلة منذ أيام الانتفاضة الشعبية الكبرى الأولى حيث درجت على مرافقة محطة التلفزيون الأمريكية CBS  لإجراء المقابلات معه والاستماع إلى قراءته للأحداث وتحليلاته العلمية والموضوعية خصوصا في قضايا الاقتصاد والتنمية إلى جانب قراءة الواقع السياسي الفلسطيني  الساخن بطبيعة الحال.. واكتشفت شخصية متميزة مسكونة بالروح الشبابية المتدفقة حيوية وتميز وإبداع وطاقة إيجابية متحركة تمشي على الأرض لا تكل ولا تمل.

وأذكر مرة خلال حرب الخليج الأولى أننا كنا نجري معه مقابلة للمحطة الأمريكية المذكورة في منزله في مدينة البيرة على ما أعتقد.. وفجأة دوت صفارات الإنذار تنبئ عن وقوع هجمة صاروخية عراقية – صواريخ سكود – فصعدنا بسرعة إلى سطح المنزل بدلا من الاختباء كما هو مفروض.. وذلك بهدف تصوير الصواريخ.. حيث شاهدنا إحداها بوضوح وهو يمر في السماء ثم وكأنه يتأرجح ويهتز قليلا قبل أن يسقط في ضواحي تل أبيب ثم نسمع دويا هائلا..  وكانت لحظات يصعب توصيفها من الفخر والاعتزاز ونحن نشاهد رأس الأفعى يتلقى الضربات دون أن يجرؤ على الرد حينها؟

وذات مرة رافقنا سمير إلى أحد مشاريعه التنموية في منطقة أريحا وأخذنا نستمع إلى شروحاته المتصفة بالدقة

والموضوعية عن إمكانية التنمية في ظل الاحتلال. فقد كان إنسانا واقعيا ومحللا موضوعيا يحكم العقل لا العاطفة ولا يؤمن بالشعارات الفارغة التي بدون رصيد واقعي على الأرض .

ورغم تسلم سمير احليلة لعدد من المناصب المهمة في القطاع العام والخاص بقي ذلك الإنسان المتواضع والخجول الذي يؤمن بدور الإعلام والصحفيين في التوعية وصياغة الرأي العام وطالما عبر عن احترامه لهم ولدورهم في التنمية بالأفعال وليس بالأقوال. وكان الصاحب عندما يلقاه بابتسامته الساحرة وترحيبه الحار.. ” يا مرحبا.. يا مرحبا “

لا يصدق نفسه ويعجب من تلك الطاقة وهذه البشاشة التي ترتسم على محياه رغم انشغالاته الكثيرة..  ويشعر الصاحب أن هذه الحفاوة والطاقة الإيجابية قد انتقلت إليه بالشعور حيث أن سمير لديه القدرة على منح الاحساس للشخص المقابل إنه أهم شخص في تلك اللحظة..

كان سمير يتعامل مع الصحفيين بكل محبة واحترام ويترك لهم مساحة واسعة من حرية النقد والتعبير عن رأيهم مهما كان مخالفا والذي يتلقاه برحابة صدر، ثم يجسد هذه القناعة من خلال إعطائهم حيزا مرموقا في أية مناسبة او فعالية احتفالية لإيمانه بأن الإعلام والصحافة هي السلطة الرابعة وهي الحارس الأمين على مصالح الشعب العليا .

ويرى الصاحب أن سمير احليلة يستحق صفة وزير الشباب على مر الأجيال لأنه من أكثر الرموز الاعتبارية في دعم الشباب والتنقيب عن مواهبهم وإبداعاتهم واحتضانها ورعايتها وتطويرها حتى تثمر وتكون دائما في مربع التميز ودائرة الإبداع .

وهو يسارع الى تقديم الدعم  في اللحظة التي يلمس فيها جدية المشروع او الفكرة.. كما حصل مرة مع نادي الصحافة المقدسي.. فعندما رأى ان هناك فكرة وليدة ومؤسسة واعدة تنهض ولها  فضاء  مكاني حتى قدم المساعدة المناسبة التي تحدث فرقا وتدفع هذا الحيز المكاني للتقدم  الى الامام .

لا أدري لماذا لا يضع سمير احليلة أمام اسمه حرف دال ونقطة د. للتعريف بمستواه العلمي رغم ايمان الصاحب ان سمير اكبر من كل الشهادات بما انجزه وحققه من منجزات تنموية وريادية تستحق ان تسجل بحروف من نور .

سمير احليلة شخصية متميزة.. متقدة  الفكر .. شخصية محببة ومدهشة .. متواضعة.. داعمة لكل الطاقات كي تتفجر  وتبدع ما هو جديد ومفيد وناجح..

عندما تشاهد   سمير احليلة.. تشاهد  الأمل والحياة الأجمل والتطلع إلى مستقبل زاهر ..

الصاحب ينحني أمام هذا الإنسان والرمز الشامخ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى