وباء الإقصاء الأشدّ فتكاً بالأمم
سمير حماد | سوريا
ليس اشد فتكا بالامم من وباء الإلغاء, والتعصب المزري، وباء التفكك والفتنة، المتفشي بين اليسار واليمين، وباء المغفلين الأقل ذكاء الذين يُخضعون الأذكياء وأصحاب الكفاءات لهم بمكرهم.
هؤلاء الإلغائيون تراهم (مع الأسف) هم الأكثر سلطة وجبروتاً، وهم الأكثر فساداً وإفساداً الساعون لشراء صمت المخلصين باي ثمن.
هولاء نسل قابيل في سلوكهم، تراهم يعشعشون في مواقع القرار، فيُقْصون الأوفياء الشرفاء إلى الهامش، ويستقطبون الضعفاء اللاهثين الصاغرين الأذلاء لخدمتهم والتعاون معهم.
هؤلاء الإلغائيون يحترمون الرأي الآخر؛ طالما لايعارضهم. لكن الانتقاد مرفوض إن كان ينال من سلطتهم، وهم يقرّبون من يحتاجهم، ويدوسون من يخالفهم، وينشرون الذعر والخوف أينما كان، ويرشّون المال لضمان تأييدهم والصمت على أخطائهم، يطلبون المديح ليس لأسمائهم ومناصبهم وحسب؛ بل لألقابهم أيضا.
يتطرّف الإلغائيون بكل شيء ماعدا الاستقامة والكفاءة. تراهم في كل مكان وفي كل مناسبة. لاهمّ لهم سوى القيادة، لا يقيمون وزناً لأصحاب العقول والضمائر والكفاءات.
المهم ان تتحقق مكاسبهم، فهم يبيدون الآخر إن دعت الضرورة، ويقصون من يحاول النيل من سلطتهم، ماهرون في اصطياد الشرفاء، يرفعونهم للحاجة ثم لا يلبثون ان يتخلوا عنهم.
سلاحهم البائس ليس أكثر من الهيمنة الأمنية المقزّزة، والنظم البالية الهزيلة التي أكل الدهر عليها وشرب. والَمتوارثة من عقود كان يسودها سوى التخلف والجهل.