اللغة ومسارات التقدم
د. يحيى عبد الله | أكاديمي موريتاني
يرزح عالمنا العربي تحت وطأة الضغوط والاستعمار وقد يكون أحياناً من باب الإجبار يفرض الغربيون ثقافتهم على أنها معيار التحضر ويستصيغ هذا الطرح نخب منهكة في سلم المعرفة لتقبل من الثقافة قشورها متجاهلة خصوصية المجتمعات التي تنتمي إليها ومع هذا تجبر المجتمعات العربية والإسلامية اليوم على استبدال لغاتها والدراسات بلغات أخرى من غير إدراك أن هذا جزء من التخلف الحضاري والانسلاخ الثقافي في المجال الإنساني.
في العلوم التجريبية لا يحتاج الإنسان إلا لعقله واجتهاده ليصنع أو ينتج فالآله تضبط على اللغة التي تسجل ضمن خوارزمياتها فقط.
فالعلوم ليست قصة سردية أو دينية لا تصلح لها إلا لغة واحدة فهذا مما يكرس في المجتمع كراهية لغته ويجعله ينهزم أمامها متنكرا لها.
قد يظن البعض أن المجتمع ينهض يلغة غيره وتلك مصيبة حضارية قد تخلّف الإنسان وتجعله أسير نظرة قاصرة لا تسعفه العلاجات الدراسية والاجتماعية ولو أعيدت له الدرس مرات.
إذا كانت نخب المجتمع لا تتقن لغته الأم فاعلم أنها ستستورد لغة أخرى تحت أي مبررات لتجبر عليها الكل وتفرضها بحجج واهية.
النخب العاجزة لا تبني مجتمعات متحضرة تسهم في في تطوير نفسها بل تكرس في نفوسها ثقافة التبعية الحضارية وما يتبع ذلك من ذل وهوان لغوي.
اللغة مسألة سيادة وهوية للمجتمع فإذا حصل التفريط فيها تنعكس نتائج سلبية كثيرة منها التخلف الخضاري وضعف المخرجات التعليمية.
إن مجتمعات تساوم على لغتها لهي في حقيقتها منهكة من الداخل مجبرة من الخارج لمصالح من الآكد خدمتها لأجندة معينة.
إن اللغة من رموز الاستقلال عن الغير حيث يتجمع الاتحاد الأروبي في كثير من الاتفاقيات مع ذلك بقيت لكل بلد من الاتحاد خصوصيته اللغوية فلم تستورد أي دولة من دول الأعضاء فيه لغة إحدى الدول الأخرى لتدرس أو تتعلم بها مع تقارب في جوانب كثيرة من تلك اللغات.
اللغة_ومساهمات_النهوض الحضاري.