ما أخشاه
زكريا شيخ أحمد | سوريا – ألمانيا
مرة مشيت مبتعدا عن المدينة .
توقفت بعد أن اختفت الأبنية .
إلتفت لأعود لكني لم أقدر .
حاولت تحريك يدي لكني لم استطع .
تجمدت كليا مثل صنم .
بقيت هكذا لبعض الوقت
ثم بدأت باالانهيار مثلما تنهار الكتل الثلجية .
سقطت أذناي أردت الصراخ
فتدلى لساني و خرج من فمي و ارتطم بالأرض .
اندلقت حنجرتي و سقطت في داخلي ثم
استقرت في معدتي .
بدأ جلدي بالتقشر و التساقط .
تآكلت قدماي .
و قعت أصابعي على الأرض ثم يداي
و أنا أحاول النظر لأعضائي المتساقطة الواحدة تلو الأخرى
سقط رأسي بين قدمي المتآكلتين .
كانت اضلاعي تتكسر كان صوت التكسر صاخبا جدا .
كان انهيارا تدريجيا انحنى عمودي الفقري و بدأت فقراته بالطقطقة
ثم هوى على الأرض و تهاوى معه قفصي الصدري .
سقطت تماما .
رويدا رويدا تساويت مع الأرض .
لم اعد أرى سوى السماء فوقي .
كانت الشمس تغيب
و أنا أتحول لأرض بعيدة عن المدينة .
ذات يوم قد أصبح مكبا للنفايات .
أو قبرا لجثة أحدهم .
ربما يزرعون على جسدي شجرة
أو ينصبوا مرجوحة للأطفال .
من المحتمل أن أصبح طريقا أو رصيفا .
أو بركة ماء تسقي حقلا .
أو ابقى مجرد قطعة أرض متروكة .
لن يحزنني ذلك .
ما أخشاه و ما يضربني بالتكدُّر
أن ينصبوا فوقي تمثالا لطاغية و سفاح دماء .