تطوير.. قصة قصيرة
مجد أحمد القادري | سوريا
توظَّفَ المختار في وزارة التطوير بعد نجاحه في الامتحان النظري في مسابقةٍ أُعِدَّت لتوظيف النخبةِ من الفئة الأولى، ونجاحه في امتحان المقابلة بتوصيةٍ ووساطة من والده المُحافظِ الزمّيت الذي كانت له كلمة مسموعة عند اللجنة، فكانَ يذهب، كلَّ صباحٍ، إلى الوزارة ليمارس وظيفتَهُ التي وُكِّلَ بها، وهي العمل على تطوير البلد والأفكار التي تخدم البلدَ، وكان يتأخرُ كلَّ يومٍ ما يُقارب الساعةَ، لظروفٍ خاصةٍ بهِ، ولأسبابٍ خارجيةٍ_ حسبَ زعمِهِ_ إذ لم يكن يملكُ سيارةً كغيرهِ لتُقلَّهُ إلى مكان العمل، ولم يكن يملك دراجة نارية ولا حتى هوائية، لكنَّهُ كان يملكُ حماراً مزيناً كانَ قد ورثَه من أبيه، فكان يركبه كل صباح ويتجه بهِ نحو الوزارة، وكلما رأى زميلاً له في الوزارة يمرُّ بجانبه مُسرعاً في سيارته، كان يضحك منهم ويهتف بشعارات الكرامة والعز والفخر بحماره الذي ورثَهُ، ويردد ذلك ويفخر ويهتفُ ويصيح حتى يصلَ إلى مكان العمل في الوزارة بعد وصول زملائه إليها بساعة، فكان يرى زملاءه قد أنجزوا عملاً كثيراً، وربما كانوا يتعاونون سويةً ويتآمرون عليه بوضعِ أعمالهم على طاولتِهِ فيتراكم عمله، كما يزعمُ المختار!
ذات يوم أراد المختار أن يفعلَ أي شيءٍ ليحلَّ مشكلة التأخير، ويُنهي أزمةَ العملِ على مكتبهِ، وليلتحق بزملائه ويصلَ إلى إنجازاتهم وإلى ما سبقوه، ففكَّرَ وفكَّرَ وفكَّرَ ودبِّرَ وقدَّرَ، (فقُتِلَ كيفَ قدَّر)! حتى انتهى إلى حلٍّ سريعٍ غير مُكلفٍ، فكان أن وضعَ مُحرِّكَ دراجةٍ ناريةٍ على حماره ووضعَ الأضوية على أذنيه، فأصبح يتأخرُ أكثرَ والحمارُ يُوصلُه إلى المكان بساعتين، وظلَّ المُختارُ يعملُ على التطويرِ ويُقاومُ زملاءَه في الوزارة ويتصدى لهم ويصمد في مواجهتهم.