أوراق متناثرة
زينب غياث عيسى | سوريا
متعب التفكير بك؛ لأن عقلي يرفض إزاحة طفيك حتى لبرهة!..فمزاجي الحاد لا يتحمل سواك؛ لكنك لم تدرك الأمر على حقيقته، أنا لا يرعبني البعد ولايقلقني للحد الذي تتصوره، ولايعنيني في نهاية الأمر..!
ما يخيفني حقا هو انطفاء الرغبة.
تصور أن أستيقظ يوما فأجد تلك النار القلقة في صدري قد أنطفأت!! أو أحادثك ببرود وكأن مشاعر الحب ما مرت فيَّ قط!..أدّعي الحب، وأدَّعي الشوق واللهفه!
لنكن جادين قليلا.. بحق السماء أتظن أني أستطيع!.. لا تكن غبيا يا رجل!.. فمن توّج قلبي بحبك لن يطفئ تلك الرغبة وإنني على يقين بذلك.
عشتُ في قلبك ممتطية حصان الرغبة.. تلك الرغبة بالحب!..أو تلك الرغبة الملحّة بتأمل طيات ملامحك لدقائق متواصلة، و لمس وجهك!
رغباتي تلك هي من تحيي حبك فيّ إلى هذا الحد.. على أمل أن أحققها يوما ما، أو تحققها لي أنت!
لذا فإن رأيتني يوما منطفئة كموقد نار في مخيم مهجور، أو هادئة كلوحة معلقة على جدار قديم، فلك حينئذ أن تدفنني؛ فإن انعدام رغبتي أشبه بالموت!
أتعلم! ربما ليس عليك دفني بالتراب حقا، ادفني بقلبك أكثر فلربما تعود تلك الرغبة.. أعطني قليلا من عروق يديك لأحيكَ رغبتي الزرقاء من جديد.. الزرقاء؟!…نعم، فالأزرق جميل.. لا يهم..أردت أن أصفها بالجميلة فقط.. إنه لكلام فارغ بالفعل
دعني أتحدث عن يوم لقائنا… على الرغم من أن البعد لا يعنيني لكن حينما نلتقي سأبكي! فتمسح تراب البعد من طرقات قلبي..أقصد دموعي!
سأبكي وكأنني لم أبك قبل مطلقا.. سأتلعثم وأنا أنطق لك بكلمات الحب تلك!.. ستهب نسائم الحب لتظهر في ملامحي.. غمرة صغيرة قد تنسيني شهورا من البعد تسابقت على مضغ قلبي!
سأتوج صدرك بأكاليل دموع كما توجت قلبي بأكاليل الحب.. تضيق بي الدنيا فأرقد في هدوء قلبك..فأعوذ بالله من تلك اللحظة التي ستغادرني بها بعد ذاك اللقاء المنتظر… ستعود المسافات اللعينة لتبسط ذراعيها بيننا، وسأعاود الكذب بأن البعد لا يعنيني..!
_وأخيرا..!
لم أكن يوما وحدي
كنت معي دائما..